اذا كان هناك من لم يزل يتجرأ على القول بأن الحرب العدوانية على العراق لم تكن حربا امريكية -بريطانية بقدر ما كانت حربا يهودية، فإن التقارير الصادرة عن الدوائر الغربية والاسرائيلية نفسها تؤكد له ذلك، بل وتتحدى اصراره على دفن الرأس في الرمل، او على دفن رأس الحقيقة في الرمل.
فالمسؤول الاعلامي لدى بلير والذي تتأكد حوله الآن الاتهامات في قضية تزوير ملف اسلحة الدمار الشامل العراقية، هو صهيوني متحمس لاسرائيل، وصحافي البي بي سي الذي ادلى بشهادته اول امس اكد ان كيلي ذكر له اسم هذا المسؤول وشكا منه. والمصادر الموثوقة نفسها بما فيها معاريف اكدت على عقد اجتماعات بين مندوبي الموساد الاسرائيلي والبرفسور كيلي، ومع ممثلي المخابرات الامريكية والبريطانية، كما اكدت على ان الموساد هو من وضع التقرير الطويل الطويل حول اسلحة الدمار الشامل.
واذا كانت الواشنطن بوست قد اشارت قبل اسابيع الى دور المخابرات الايطالية في تأكيد هذه المعلومات، فإن احدا لا يجهل انحياز الحكومة الايطالية الحالية لاسرائيل، الذي اكد عليه رئيسها في اكثر من مجال، وهو موقف لا ينبع فقط من قناعة فاشية عنصرية ضد العرب، وانما من الارتباط الوثيق بين الرجل الذي يصرح بأنه انما جاء الى رأس الحكم في روما لهدفين اساسيين: تجنيب نفسه المحاكمات المحتومة بتهم فساد مثبتة، وحماية امبراطوريته الاعلامية الاحتكارية، وبين اللوبيات اليهودية التي تستطيع ان توسع الحبل عن رقبته او ان تشده حولها.
من جهة اخرى، كانت رابطة الدفاع اليهودية -وهي التنظيم الصهيوني الاكثر تطرفا- اول من بادر الى توزيع بيانات على الانترنت وصفت فيها المتعاونين مع الاحتلال بـ »صانعي الحرية« وطالبتهم بالوفاء بالالتزامات التي قطعوها على انفسهم ازاء اسرائيل والتي تتدرج من الاعتراف الى منح الجنسية المزدوجة لليهود العراقيين.
ولكن مستشار شارون لشؤون الارهاب الجنرال كارمون لم يحتج لان ينتظر الجنسية المزدوجة كي يقيم في بغداد مركز دراسات لمكافحة الارهاب، باشر عمله في العاصمة العراقية تحت اسم »ميمري« ولن نحتاج الى كثير من خيال لنعرف انه يضم باحثين اسرائيليين وعراقيين، ولا الى الكثير من الذكاء لنعرف ان مكافحة الارهاب هذه انما تعني »مكافحة المقاومة العراقية« كي يفيد هذا القمع من الخبرة الشارونية في قمع الانتفاضة، ويقدم له الباحثون الخصوصيات المختلفة للمجتمع العراقي.
كذلك لم يحتج المستثمرون الاسرائيليون لانتظار الجنسية المزدوجة ليهطلوا على العراق بكل جشع دراكولا وشايلوك معا.
مثلهم ايضا لم يحتج نوح فيلدمان الى جواز ليأتي الى العراق ويزيح تمثال حمورابي ويستقر مكانه بقبعة الكاوبوي وكأس الشاي المثلج، ويشرف على وضع الدستور العراقي الجديد.
واخيرا.. تأتي القوات الدولية التي استقدمتها واشنطن من عدد من الدول، ولكنها توضع تحت قيادة بولونيا المعروفة بأنها البلد الاوروبي الاكثر تهودا، منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية، عندما كانت تضم اكبر فصيل للبيثار في العالم بقيادة بولوني يدعى مناحيم بيغن..
ترى ما اسم القائد البولوني الجديد؟