حل آخر!

صحيفة الدستور، 12-08-2003

سيفان يلامسان جلد الرقبة، والثالث يقترب، والنتيجة هذا التنادي الملهوف الى القمة الثلاثية: السعودية – السورية – المصرية.

قانون محاسبة سوريا، لا يكاد يعود الى ادراج الكونغرس الاميركي، حتى يتم اشهاره من جديد، وتصخب حوله المناقشات، تم… لا قرار.. بل القرار هو التأجيل، كي يبقى التهديد قائما.

والصفحات الثماني والعشرون التي حذفت، بطلب من البيت الابيض، من تقرير الكونغرس الاميركي حول احداث 11 سبتمبر، لم تعد سرا على احد، بعد ان سرب مضمونها بتفاصيله واسمائه التي تخص المملكة العربية السعودية، ليس فقط على صعيد علاقات محددة بينها وبين ادارة بوش، بل وعلى صعيد اتهامها بتمويل شبكة تنظيم القاعدة المتهمة بتنفيذ عمليات منهاتن والبنتاغون، اتهام لا يقتصر على كون الاشخاص المذكورين يحملون الجنسية السعودية، بل ويتعدى الى علاقات سرية مشبوهة بين عمر البيومي، المتهم بالتمويل عبر شركة دلله افكو، وبين المسؤول عن الشؤون الاسلامية في القنصلية السعودية في سانتياغو فهد التميري. مما يعني اتهاما للادارة الحكومية الرسمية، عبر عنه السيناتور بوب غراهام بقوله:

»ان رسميين من حكومات اجنبية قد سهلوا تنفيذ مأساة 11 ايلول« وسواء كانت الاتهامات صحيحة ام لا. فان ذريعة العدوان على العراق لم تكن الا اكذوبة، ولم ينفع اتضاح كونها كذلك في تغيير شيء على الارض.

كما لم ينفع تكرار التأكيد السوري على التمييز بين الارهاب والمقاومة الوطنية من اطلاق الولايات المتحدة صفة الارهاب على حزب الله والمنظمات الفلسطينية المعارضة.

هذه هي الرسالة التي تريد واشنطن، ومن يحكمها من لوبي يهودي، ايصالها الى الزعماء العرب الثلاثة، بعد ان لوحت باكثر من تهديد في وجه مصر.

والمطلوب بالمقابل، هو ما يمكن لاي منا استنتاجه: تصفية الانتفاضة الفلسطينية، الاستسلام الكامل للمفروضات الاسرائيلية، ودعم الاحتلال الاميركي في العراق. دعما يتمثل في شقين: الاعتراف السياسي بالهيئات العميلة التي يشكلها الاحتلال، و»توجيه رسائل التأييد لها« كما قال الاميركيون بالحرف بعد رفض الجامعة العربية الاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي.

وارسال قوات عربية الى العراق تنقذ الصبية الاميركيين من مواجهة المقاومة العراقية، وتنقذ الادارة الاميركية من مواجهة الرأي العام الذي لن يتحمل طويلا الموت اليومي لجنوده في العراق.

فهل ستستجيب الدول الثلاث لمطلب التحول الى شرطي قمع سياسي في فلسطين، وسياسي امني فعلي في العراق؟

هل سيرسل غدا، شباب عرب سعوديون وسوريون ومصريون ليقاتلوا شبابا عربا عراقيين، فيكون في كل قتيل خسارة مزدوجة لنا ومكسب مزدوج لاميركا واسرائيل؟

ام سيجد الزعماء – بحكم الضمير والمسؤولية – حلا آخر؟

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون