»هل تريدون للاسرائيليات القاطنات في المستوطنات ان يجهضن؟«
بهذه البساطة رد ارييل شارون على كولن باول عندما حاول ان يبحث معه موضوع تجميد الاستيطان.
»المستوطنات هي مدن حقيقية يسكنها افضل شبابنا، الذين يؤدون خدمتهم العسكرية، ثم يعودون ليتزوجوا وينجبوا.. اوليس لهم الحق في ان يبنوا بيوتا لهم ولاولادهم؟«
لم يتعب نفسه بالقول ان هؤلاء السكان هم مدنيون، بل تباهى بخدمتهم في الساهال، ولم يتوقف عند السؤال الاستنكاري الساخر عن اجهاض اليهوديات، بل طالب بوضوح باجهاض آخر.. اجهاض المقاومة الفلسطينية.
واذا هو يرسي ببساطة المعادلة الواضحة: اما اجهاض واما ولادة، اما موت واما حياة، واما لنا واما لهم!
الخيار حاسم، والامران لا ثالث لهما بنظر هذا العجوز الذي ان امتلك حسنة ازاء الفلسطينيين والعرب، فهي انه لا يكذب عليهم، ولا يمنحهم فرصة الكذب على انفسهم وشعوبهم .
»سيستمر اليهود في العيش في المستوطنات ، وتحت السيادة الاسرائيلية.. ومن غير الوارد تفكيك المستوطنات او تجميد الاستيطان ..«
هكذا قالها بوضوح في الجيروزاليم بوست، وقال ايضا انه من غير الوارد مناقشة حق العودة .
وقال.. وقال .. ولم يترك على خريطة الطريق ملامح لاية طريق، في حين راحت الاذاعة الاسرائيلية تبث معلومات ترويعية عن خطة لاغتيال عرفات والشيخ احمد ياسين والرنتيسي وغيرهم .
هذا الكلام قد يعني للبعض تبريرا يفلسف منطق »لا حول ولا« ويدعو الى القبول بالقليل كي لا نصل الى لا شيء.
لكنه يعني للآخرين، الذين لا يفلسفون الامور كثيرا، بل يقرأون منطق تاريخ جميع حركات التحرر في العالم، قديما وحديثا، ان الركود لا يمكن ان يكون باجهاض المقاومة، كي لا يجهض الحمل الاسرائيلي، بل بالحفاظ على الجنين الفلسطيني المقاوم للموت، مهما كلف الثمن.. حبا بالحياة .