حرب الانترنت…

صحيفة الدستور، 23-04-2003

عندما كانت الحرب على اشدها بين حزب الله واسرائيل، كان واحدا من اكثر الاخبار اثارة هو اختراق حزب الله لمواقع الكترونية اسرائيلية، وذلك ما لم تتردد اسرائيل في شن هجوم مضاد عليه.

اليوم ومع الحرب على العراق، بدأت رسائل الانترنت مساهماتها في الحرب التي يعرف الجميع انها بدأت ولم تنته بالسقوط العسكري للعاصمة العراقية.

فعلى الانترنت تتردد يوميا مئات الرسائل، منها المتعلق بالمتحف العراقي الذي تعرض لنهب مجرم منظم، ومنها ما يتعلق بمكتبة بغداد التي تضم ثمانية عشر مليون كتاب احرق معظمها، في عملية لم يعرفها التاريخ منذ هولاكو.

ومنها ما كان يحمل بيانات عراقية وعربية، من ذلك الذي اصدرته مجموعة مثقفين عراقيين في الخارج، الى رسالة كاظم الساهر الصرخة الجريحة، الى عشرات الرسائل الاخرى المهمة.

غير ان رسالتين وردتا في الايام الاخيرة، تحملان مضمونا خطيرا ودلالات مؤشرة اشد خطورة.

الاولى بيان صادر عن مسمى جديد اسمه: جبهة تحرير العراق ، وهو يعلن تشكيل حركة مقاومة مؤلفة من جميع الفئات الدينية والعرقية والحزبية، باختصار من العراقيين الذين ينتمون الى بلادهم لا الى ما يجزؤها، وهو بيان يستحق عودة خاصة في مقال آخر.

اما الرسالة الثانية ، فهي رسالة تحمل عنوان: عملاء صدام في العالم العربي والخارج، وليس هذا ما يلفت النظر فيها، فلطالما نعتت المعارضة العراقية جميع الذين لا يؤيدونها بانهم عملاء لصدام ، بل ان ما يلفت النظر كثيرا، هو المصدر الالكتروني الذي وردت منه الرسالة، وهو في الواقع مصدران: الاول مؤسسة اميركية للابحاث والثاني رابطة الدفاع اليهودية.

رابطة الدفاع اليهودية المعروفة بالاحرف الاولى (J.D.L) او جدل، هي تلك المنظمة الارهابية العنصرية المتطرفة التي اسسها الحاخام مئير كاهانا، صاحب الكتاب المانيفستو: »عليهم ان يرحلوا« ، وهي المنظمة التي تصنفها الشرطة الفدرالية الاميركية في الدرجة الثانية على قائمة المنظمات الارهابية في الولايات المتحدة، وعنها انبثق الارهابي المعروف موردخاي ليفي الذي القي القبض عليه في العام الماضي بتهمة التخطيط لسلسلة عمليات ارهابية ضد المؤسسات والافراد العرب في الولايات المتحدة وبعد اشهر اعلن انه انتحر في السجن ، وهي المنظمة التي تترجم اسرائيليا بحزب كاخ ومنظمة كاهانا حي .

اذن، فالرسالة الالكترونية التي تعتقد انها تشهر بمن تسميتهم »عملاء صدام في الخارج«، صادرة عن رابطة الدفاع اليهودية.

وفي ذلك تأكيد لما كان يردده البعض من اتهام لبعض عناصر المعارضة بانهم عملاء لهذه الرابطة، وهو اتهام ورد ايضا في الرسالة الالكترونية التي وزعها كاظم الساهر ردا على محاولات هؤلاء لشراء صوته، وجعله يغني لهم.

الدلالة الكبرى في هذا الامر، هي طبيعة المعركة العراقية، التي لا تشكل الا المعركة الكبرى في الصراع مع الصهيونية، بل ومع اكثر اجنحتها تطرفا، وهي المعركة التي تتجاوز ارض العراق لتشمل الارض العربية كلها، بل والعالم.

وليتحول شعار جورج بوش: »من ليس معنا فهو ضدنا« الى الشعار الاكثر تجذرا »من ليس مع الصهيونية فهو عدونا«.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون