كاظم الساهر…

صحيفة الدستور، 16-04-2003

رائع هذا الكاظم الساهر..

هذا الفنان العراقي الحقيقي..

الحقيقي في فنه، الحقيقي في انتمائه، والحقيقي في ثورته وصدقه..

رسالتان الكترونيتان وزعهما عبر موقعه، الاولى بالانكليزية والثانية بالعربية، موجهتان الى المعارضة العراقية، التي تحولت الآن الى موالية للاسياد »المحررين«.

رسالتان تضجان بالغضب المجنون، جنون اي عراقي حقيقي يرى ما يحل ببلاده بصرف النظر عن اي موقف من القيادة والحكم.

ولكن الجنون المحموم، لا ينفصل فيما كتبه عن وعي سياسي واضح وحاسم، يجعل الرفض والشتيمة ينبعان من فهم تعامل هؤلاء مع المحتل ومع الصهيونية، وذاك ما يكرره الفنان الكبير بأكثر من صيغة كلها واضحة. كما يكرر وعيه لحقيقة المخطط المرسوم لبلاده.

صيغ لا تكتسي اي منها حلة التنظير او التحليل، بل انطلاقة التحصيل الحاصل، وعفوية مواطن له من الوعي ما له من الجرأة، ويتحول رأسه الى »برج نار« على حد تعبير ادونيس، اذ يرى غزو هولاكو يمنح موافقة بعض العراقيين.

في الرسالة الثانية، يكشف الفنان عن محاولة شراء صوته ليغني لهؤلاء، ويصرخ بهم ان صوته وفنه لا يشتريان، قائلا لمن تجرأ عليه -وعلى طريقة الشتم العراقية- بأنه »حذاء«.

هذا المبدع الكبير، لم يكن كبيرا الا لانه مثقف، ولم يرتق الا لان الموهبة لديه ارتقت بالمعرفة والثقافة. وها هو اليوم يكسب احترام الناس بقدر ما اكتسب اعجابهم، بفعل موقف.

الناس، الناس، الذين لهم يختار الكلمة، ويسهر على اللحن، ويؤدي الاغنية.

وغدا عندما يقف على اي مسرح، فلن يكون جمهوره من المجندين الامريكيين، لا ولا من حملة عقود النهب التي يسمونها تجملا »اعادة اعمار« لان هؤلاء لا يفهمون قصيدته ولا يتذوّقون لحنه.

بل ولن يكون هذا الجمهور حكاما عربا من مثل من برر موقفه امام مجلس شعبه بالقول حرفيا: »المحتاجة غناجة«.

لان المبدع الكبير، لن يكون محتاجا إلا لمحبيه من الناس، الناس، الذين لن ينسوا ابدا ما سجله في رصيد احترامه من موقف.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون