هو النظاج الدولي الجديد.
فالامم المتحدة، ومجلس الامن التابع لها لم يكونا الا نتاج الحرب العالمية الثانية التي خرج منها اربعة منتصرين، فكان لهم حق الفيتو.
الحلفاء الاوروبيون في مواجهة المانيا والولايات المتحدة في مواجهة روسيا والصين في مواجهة اليابان.
ولكن سقوط جدار برلين، وسقوط الخليج العربي عام 1991 خلفا واقعا جديدا، واقعا حاول ما يسمى بالمجتمع الدولي مداراته، طوال اكثر من عقد، بالحديث عن الشرعية الدولية، وفجره الصراع الحالي بشكل واضح؛ فالولايات المتحدة لا تريد حلفاء، بل اتباع..
والدول الاخرى الدائمة العضوية تريد ان تكون حليفة لا تابعا.
الولايات المتحدة تقول بوضوح هذه المرة انها القائدة الوحيدة للعالم، عالم احادي القطب، واوروبا والصين تريدان تصبحا قطبا موازيا، كما تطمح روسيا الى استعادة موقعها في الميزان.
صراع كبير، اكبر من العراق، واكبر من الشرق الاوسط، لكننا نحن شعوب هذه المنطقة من يدفع ثمنه.
ولاننا، ومنذ بداية مرحلة ما يسمى بالاستقلالات لم نهيىء انفسنا، رغم ثرواتنا وقدراتنا، لان نكون اكثر من اداة، ولاننا نعيش في ظل انظمة استطاعت طوال هذه العقود ان تخلق لنا بدلا من التنمية والقوة، عناصر تصلح ذريعة لكل طامع، فقد كان الثمن الذي سندفعه باهظا: اما الدمار واما الذل.
صحيح ان الغرب كان يتربص بنا، ويعمل على اجهاض كل محاولة نهضوية لدينا، ولكن، ماذا فعلنا نحن؟
اين هي نضالاتنا المثمرة لاجل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، وعدالة توزيع الثروة، ومكافحة الفساد؟
صحيح ان ثلة من المناضلين دفعت، في كل قطر اثماناً خيالية، لكن فعلها ظل محدوداً، ولم يمتد الى الشرائح الواسعة شعبياً، كما لم يستطع ان يؤثر فعلاً في عملية تغيير حقيقية، ولذلك، تحول كل زعيم حالم بمشروع قومي كبير الى ديكتاتور، مثله في ذلك مثل الزعماء الخانعين الذين يستمدون مشروعيتهم من رضى القوى الاجنبية التي صنعتهم.
وعلى هامش الطرفين، ظلت الشعوب، متلقية لا فاعلة، ردات فعل لا فعل.
واقع، لعل ابرز دليل عليه ان الفعل الشعبي المستقل قد تأجج في المناطق التي افتقرت الى السلطة المركزية المهيمنة، من مثل جنوب لبنان وفلسطين.
قد تكون بغداد، قرطاج الامبراطورية الرومانية، ولكن هل سنستطيع نحن، الشعوب العربية ان نخرج منها لبناء عالم يستقرىء النموذج الفلسطيني في الضفة وغزة؟
ام ان هذا النموذج سيكون اول الاثمان المدفوعة؟