نافذة الحرب

صحيفة الدستور، 28-01-2003

النافذة، مصطلح ان لم يعن ما اشتق له اصلا، عنى رمزا دالا على الانفتاح والانفراج والاطلالة على الآخر.. لكن »شباك الفرج« تحول في المصطلح العسكري الذي يسيطر على حياتنا هذه الايام الى »نافذة الحرب« بمعنى الفترة الزمنية الاكثر مناسبة للعمليات العسكرية.

وتقع هذه الفترة ما بين اواخر شباط ومنتصف اذار، بحسب تقدير المحللين العسكريين، لعدة اسباب منها:

– استكمال نشر القوات الاميركية اللازمة في محيط العراق.

– تجاوز فترة الحج وايام عيد الاضحى المبارك.

– واخيرا – والاهم – الوضع الفلكي في هذه الفترة، حيث يكون الظلام دامسا مما يعزز فرصة القوات الاميركية التي تعتمد على تفوقها في العمليات الليلية.

ولكن هل سيعني ذلك حتمية وقوع الحرب في ذلك الموعد؟

هل سنفتح النافذة عن موت ودمار ونار، في مقابل شلل عربي كامل؟ ام سيمر الموعد وتغلق الدفتان الى اجل مسمى او غير مسمى؟

ليس الخيار سهلا امام واشنطن بالقدر الذي نتصور، وفي حديث آري، فلايشر، تعقيبا على جلسة مجلس الامن يوم الاثنين، افلتت جملة لم يتوقف عندها الكثيرون، اذ قال وهو يتحدث عن التريث في اتخاذ قرار الحرب: »نحن لم ننس بعد ما حدث في افغانستان« واذا كانت المظاهرات المعادية للخيار العسكري في الولايات المتحدة لم تصل بعد الى مستوى تلك التي قامت احتجاجا على حرب فيتنام، فان مجرد استعمال هذه المقارنة في الخطاب الشعبي والاعلامي، يشكل احالة سيكولوجية الى تلك العقدة الحساسة في الذاكرة الاميركية.

غير ان استصدار قرار من مجلس الامن الدولي بشأن ذلك، قد يغير الامور كثيرا، وهو ليس بالامر المستحيل، خاصة بعد ان مهدت له بريطانيا بطلب تقديم المفتشين تقريرا آخر في الرابع عشر من الشهر القادم، وعندها سيكون امام فرنسا والصين وروسيا واحد من قرارين، اما التصويت ضد القرار او الفيتو، واما قبوله، وبالتالي تشكيل غطاء لن يتأخر في التحول الى الانخراط في العمليات العسكرية نفسها من قبل البعض، كفرنسا مثلا.

في هذا الوقت يزداد العرب ولولة، وينظرون الى السكين المقتربة بتوجيه نداءات استغاثة الى العراق، مطالبينه بالانصياع الكامل، ليبعد عنه وعنهم الكأس المسموم.

فلماذا لا يطلقون مبادرة، توازن بين الطلب الى العراق نزعا كاملا وشفافا لاسلحة الدمار الشامل، مقابل توقيع الولايات المتحدة معاهدة عدم اعتداء.

لنقتبس هذا البند فقط من رسالة التجربة الكورية الشمالية اذا كنا اعجز من ان نتصدى لوقفة التحدي التي اقدم عليها الرجل الاصفر، ولاسباب موضوعية.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون