بلا حدود، الجزيرة: أحداث سبتمبر وآثارها على المسيحيين العرب

مداخلات، 21-08-2002

مقدم الحلقة: أحمد منصـور

ضيف الحلقة: الدكتور ميلاد حنا، عضو المجلس الأعلى للثقافة في مصر

– حقيقة الخريطة الدينية للشعب الأميركي
– معالم الحرب الأميركية ضد المسلمين وحقيقة كونها حربا دينية
– موقف المسيحيين العرب من الهجوم والتشويه الغربي للمسلمين
– أبعاد فتح أبواب الهجرة للمسيحيين العرب والتمييز ضد المسلمين العرب
– دور المسيحيين العرب في مواجهة الضغوط الغربية وفتح حوار مع الغرب

(مداخلة)

أحمد منصور: الغرب بيقدم المسيحي.. بيميز المسيحي، والمسيحي بيتسجيب لهذا وبيعتبر ده جزء مع اللعبة زي ما أشار الأستاذ جمال، واسمح لي أنت أشرت للمارونيين ومعايا الكاتبة المارونية المعروف الأستاذة حية الحويك، اتفضلي يا أستاذة حياة.

حياة الحويك: آلو.

أحمد منصور: اتفضلي يا سيدتي أنت على الهواء.

حياة الحويك: مساء الخير.

أحمد منصور: مساك الله بالخير.

حياة الحويك: بداية أستاذ أحمد يعني أنا أقدم مداخلة كمواطن وليس كمسيحية ولا كمارونية.

2:نحن نتحدث عن الصراع، ولابد عند الحديث عن الصراع من الحديث عن صراعين صراع مع الغرب وصراع مع المشروع الصهيوني في إسرائيل، وابدأ بالمشروع الصهيوني في إسرائيل إنه صراع يقوم في عمقه الحقيقي على مواجهة بين حضارة تعددية متسامحة هي حضارة دولة الأمة في مواجهة حضارة دينية أحادية ترفض الآخر وتقيم الدولة على أساس الدعوة الدينية والحق الإلهي، ولذلك فإن أول غايات تفريغ العالم العربي من مسيحيين التي أشرت إليها في سياق الحدث عن الهجرة، أو في خلق الصراعات الطائفية داخل الوطن العربي أو.. أو إلى آخره، أو الحديث عن الأقليات أو غيره، كلها تصب في سياق تحويل المجتمع العربي أو صورة المجتمع العرب إلى صورة أحادية دينية رافضة مشابهة للصورة الإسرائيلية كي تؤسس وتمهد لقبول تلك الصورة الصهيونية، واحد.

2: انتقل إلى نقطة أخرى هي مفهوم حوار الحضارات، الحوار يا سيدي هو حاجة وضرورة يفرضهما وجود الصراع أو وجود احتمالات الصراع لإحلال التفاعل محل الصراع، وهنا ينقسم الكلام إلى ثلاثة مستويات:

المستوى الأول: هو الصراع بيننا وبين الغرب، الصراع بنينا وبين الغرب هو صراع حضاري قام قبل المسيحية وقبل الإسلام من أيام الرومان واليونان، لأنه صراع مرتبط بالجغرافيا والتاريخ ومرتبط بالحضارة، وهذا لا يعني أن العلاقة كانت دائماً علاقة صراع، هذا هناك أيضاً مراحل من التبادل وكل حضارة بنت على ما أنجزته الحضارة الأخرى، ولذلك فإن الحوار بيننا وبين الغرب لإحلال التفاعل والتبادل محل الصراع هو حق مشروع وضرورة.

المستوى الثاني: هو الصراع داخل الغرب، والغرب هنا غربان، الغرب الأوروبي والغرب الأميركي، الغرب الأوروبي لم يعرف التعددية الدينية.. الدينية الحضارية بمعناها الكاسح إلا بعد انتهاء المرحلة الكولونيالية وتدفق الهجرات.

أحمد منصور: الاستعمارية يعني.

حياة الحويك: من المستعمرات الإسلامية السابقة، ولذلك أصبح وجود هذه الهجرات الضخمة العربية أو الآسيوية الإفريقية الإسلامية في الغرب الأوروبي يشكل مكونا جديداً من مكونات المجتمع، وأصبح من الحق المشروع ومن الواجب أن يقيم هذا الغرب الأوروبي في داخله حواراً لخلق تناغم اجتماعي جديد ناتج عن الحالة الاجتماعية الجديدة.

الغرب الأميركي هو مكونات مجتمع غير مندمج بفعل عدم تحقق شرط الزمن الكافي..

دور المسيحيين العرب في مواجهة الضغوط الغربية وفتح حوار مع الغرب

أحمد منصور [مقاطعاً]: أستاذ حياة، هل يمكن أن تدخلي لي على الشق الهام وهو شق المسيحيين العرب وليس شق..

حياة الحويك: آه، لأ أنا سأدخل.. لو لم تتحدث كنت سأدخل مباشرة.

أحمد منصور: اتفضلي.

حياة الحويك: المستوى الثالث: هو المجتمع العربي، لا حوار -يا سيدي- داخل الحضارة الواحدة، المجتمع العربي هو مجتمع نحن بيئة مصدرة للأديان لا مستقبلة لها، وهذا بفعل صدفة التاريخ، الأديان نشأت عندنا وامتدت إلى الغرب، ولذلك التعددية الدينية عندنا ليست نتيجة حوار، وليست نتيجة عقد اجتماعي وليست نتيجة توافق إنها تلقائية الحياة في هذه البيئة حتى منذ ما قبل المسيحية والإسلام، منذ ما قبل.. منذ الأساطير الأولى في مصر وقبله (فيما) بين النهرين، وفي كنعان وإلى آخره، وجاءت المسيحية وجاء الإسلام واستمرت تعاقب الأديان عندنا هو تعاقب مراحل حضارية ضمن حضارة واحدة تمتد 5 آلاف سنة، الانشقاقات هي طارئ سياسي معاصر، والتناغم والتعايش هو طبيعة الحياة في بيئتنا، ولذلك فإنني هنا أعترض على نقطة صغيرة جداً ذكرتها عن الأستاذ كريم بقرادوني أن المسيحيين العرب يمكن أن يكونوا وسيطاً، الوسيط يا سيدي هو طرف ثالث، نحن لسنا طرف ثالث، يمكن أن يكون المسيحي سفيراً.

أحمد منصور: أنت دايماً تركز على هذا يا دكتور.

د. ميلاد حنا: أيوه.

حياة الحويك: يمكن أن يكون المسيحي سفيراً، لأنه يستطيع أن يصحح صورة، ولكنه لا يكون وسيطاً.

دور المسيحيين العرب هنا ينحصر في رأيي في ثلاث نقاط دورهم في الغرب.

أحمد منصور: ما هي؟

حياة الحويك: أولاً: تقديم صورة حقيقية للتعددية والتسامح، إنهم الشاهد والسفير كما قلت.

أحمد منصور: ثانياً؟

حياة الحويك: النقطة الثانية أو الدور الثاني. هو تركيز عدم ارتباط المواطنة بالدين، وفي هذا نقض للنظرية الصهيونية التي تقدم عليها دولة إسرائيل وتطرد الواقع العرابي…

أحمد منصور: ثالثاً؟

حياة الحويك: الدور الثالث، وهو دور آني يرتبط بالمرحلة السياسية الحالية، فك الارتباط المفتعل بين الإرهاب والعرب والإسلام.

أحمد منصور: شكراً لكي، وأنت سوف تذهبين للمشاركة في مؤتمر الولايات المتحدة.

حياة الحويك: الدكتور ميلاد كان يتحدث قبل قليل عن بروسباريان church.. بروسباريان church بروسبارين على سبيل المثال سيعقدون مؤتمراً بمناسبة 11 أيلول في الولايات المتحدة، وأنا سأشارك مع زملاء آخرين فيه، وهذا دليل على ما تفضل به هو، نظموا لنا جولة لمدة 15 يوماً على عدد كبير من المؤسسات الأميركية.

أحمد منصور: أعطوكي تأشيرة.. أعطوكي تأشيرة؟

حياة الحويك: نعم، بسهولة لأنه فيه دعوة طبعاً.

أحمد منصور: وليس لشيء آخر؟

حياة الحويك: وليس لشيء آخر.

أحمد منصور: أشكرك شكراً جزيلاً.

د.ميلاد حنا: أنا تقييمي في تلغرافات مرة أخرى، أولاً الأستاذة حياة أساساً علمانية التفكير، ما يسيطرش عليها فكرة دينية، وبالتالي هي عاوزة تكون مواطنة قبل أن تكون من الموارنة.

الحاجة الثانية: مفهوم حوار الحضارات اللي أطلقه كان محمد خاتمي.

أحمد منصور: أيوه طبعاً.

د.ميلاد حنا: فدي مسألة هامة.

أحمد منصور: وطلب من الأمم المتحدة أن تتباه، وحصل على قرار وعُين مفوض لحوار حضارات، أجرينا معاه حوار في هذا البرنامج، ولكن أجهضت الولايات المتحدة المشروع بعد ذلك.

د.ميلاد حنا: مضبوط، لهذا السبب بقى أنا بأدعو العالم العربي الإسلامي أن يجري حواراً داخلياً لكي يوجد الأرضية المشتركة بينه كنموذج لحوار الحضارات إذا لم تكن أميركا قد قبلته، فدعنا نجريه داخلنا

ثالثاً: أنا شايف الملحوظة اللي هي قالتها في غاية الكلام، وهي دعنا نكسب أوروبا، يعني إذا كانت أميركا واخذه هذا الموقف، أوروبا علاقتنا معاها تاريخياً والمسيحية بتاعتها عقلانية أكثر، ما فيهاش الدغمة اللي موجودة اللي تم اختراقها بواسطة اليهود، فأنا أفتكر هي قالت.. نمرة 3 بقى

أحمد منصور: أربعة يا دكتور.

د.ميلاد حنا: أربعة.

أحمد منصور: أنا بأعد

د.ميلاد حنا: لما رحت أنا مع كمال أبو المجد فأنا.. إحنا أصحاب، مجرد أن كمال أبو المجد وأنا رحنا مع بعض

أحمد منصور: رحتوا فين الأول؟ المشاهدين ما يعرفوش.

د.ميلاد حنا: روحنا أميركا.

أحمد منصور: ما هم لازم تحكي لهم روحتوا فين.

د.ميلاد حنا: رحنا واشنطن في يناير اللي فات، ولفينا في الكونجرس وغير الكونجرس.

أحمد منصور: كان هدفكم أيه من الرحلة؟

د.ميلاد حنا: هدفنا كان إعلام الغرب على..

أحمد منصور: هو على فكرة كان ضيفنا في الأسبوع الماضي.

د.ميلاد حنا: أنا عارف، وهو جاب سيرتي وأنا جبت سيرتي، دا إحنا أصحاب قوي، فكان أجمل ما في الصورة هي إن الاثنين شايفين اثنين سُمر والاثنين مصريين والاثنين بيتكلموا إنجليزي كويس، والاثنين فاهمين عقلية الغرب، والاثنين واحد مسيحي وواحد مسلم، وفي نفس الوقت أصحاب قوي وبيحترموا بعض قوي، دا في حد ذاته إدَّى شهادة كبيرة، وأحمد ماهر الوزير قال لي هذا الكلام، فأنا شايف مثلاً وأنا بأتكلم عن الإسلام، فلقيت عبد العزيز التويجري صديقي بيقول لي أصل يا ميلاد شاهدت

أحمد منصور: رئيس..

د.ميلاد حنا: رئيس منظمة (الأسسيكو) المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة

أحمد منصور: للتربية والثقافة، نعم

د.ميلاد حنا: فباختصار قال لي يا ميلاد أصل أنت شهادتك في الغرب مش (مجروحة)، يعني أنا حتى عجبني هذا المصطلح، فأنا مش بأقول إن أنا هأشتغل يعني وكيل عن الإسلام لبيع الإسلام للغرب، لأ، إنما هي إن أنا هأبقى أنا كمان فاهم العقلية اللي هناك بتتقال أيه، ومن ثم وجود هذه المجموعات العرب المسيحيين على طوائفهم المختلفة إذا تم تنسيق هذا الأمر- ودا نتكلم فيه بعدين- عن طريق الجامعة العربية، عن طريق تنسيق معين، لأن أنا مش.. مش شايف فيه أحد مهتم بالقضية دي.

أحمد منصور: سنتحدث عنها لأنها قضية مهمة جداً.

د.ميلاد حنا: فعلاً.

المصدر: الجزيرة