بلا حدود، الجزيرة: أسباب حملة الكراهية الغربية للإسلام والمسلمين

مداخلات، 14-08-2002

مقدم الحلقة: أحمد منصـور

ضيف الحلقة:  د. أحمد كمال أبو المجد: مفوض الجامعة العربية لحوار الحضارات

 

– أحداث سبتمبر وكشف الخفايا الدولية
– صورة المسلمين بين الإدارة والشعب الأميركيين
– العلاقة بين الحكومات العربية والتجمعات السياسية والحوار الداخلي مع الآخر
– مستقبل العلاقة بين العرب والغرب في ظل التحديات الراهنة

 
   
 

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة من القاهرة، وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود).

تصاعدت حملة الكراهية التي يقودها اللوبي الصهيوني المتطرف في الغرب ضد الإسلام والمسلمين، وأصبحت في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر تشكل صورة قوية مضادة للمسلمين وأصبح المسلمون جميعاً في دائرة الاتهام، رغم عدم ثبوت أي تهمة قضائية ضد أي منهم حتى الآن، وقد تزامنت حملة الكراهية هذه مع حملة إسرائيلية صهيونية مركزة ضد الشعب الفلسطيني استباحت كل شيء دون أن تجد رادعاً.

وفي المقابل يعيش المسلمون حالة من الانهزام والشعور بالعجز جعلتهم غير قادرين على صد هذه الحملة أو حتى مقاومتها، مما جعل قضية الحوار مع الغرب والعلاقة به تعيش مأزقاً حاداً نحاول فهم أبعاده في حوارنا اليوم مع الدكتور أحمد كمال أبو المجد (مفوض الجامعة العربية للحوار بين الحضارات، ووزير الإعلام والشباب المصري الأسبق).

وُلد الدكتور أحمد كمال أبو المجد في مصر عام 1930.

تخرَّج من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1950.

ثم حصل على الدكتوراه في القانون عام 1958.

عُين مستشاراً ثقافياً لمصر في الولايات المتحدة الأميركية بين عامي 66،71.

ثم وزير للشباب بين عامي 71،73.

ثم وزيراً للإعلام بين عامي 73،75.

يعمل الآن أستاذاً للقانون العام بكلية الحقوق جامعة القاهرة ورئيساً للمحكمة الإدارية للبنك الدولي في واشنطن، ومفوضاً للجامعة العربية للحوار بين الحضارات.

ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال 002028400483 أو 86 أو عبر الفاكس 002028400482 أو عبر موقعنا على شبكة الإنترنت:

www.aljazeera.net

دكتور مرحباً بك.

د.أحمد كمال أبو المجد: أهلاً وسهلاً.

أحداث سبتمبر وكشف الخفايا الدولية

أحمد منصور: الآن وبعد مرور ما يقرب من عام على أحداث عشر من سبتمبر كيف تُسمي أو تصف هذا العام المنصرم بكل أحداثه؟

د.أحمد كمال أبو المجد: بسم الله الرحمن الرحيم، أستاذ أحمد أنا أستأذنك وقد قدمتني للناس أني أضيف كلمة صغيرة في هذا الأمر، إحنا مما تعلمنا.. من ديننا وقرآننا ألا نقتحم بيوت الناس إلا بعد أن نستأذن.. نستأنس ونسلم، وأنت مشكوراً سلمت على الجمهور، وأنا أريد أن أستأنس لأوسد لما سوف يشاهدونه من حوار بيننا حول هذه المسألة، فأقول إنه وإن كان اسم هذا البرنامج (بلا حدود) إلا أني أضع لنفسي دائماً حدين، الحد الأول أن أحترم عقول المشاهدين ومشاعرهم، الحد الثاني أني أمزج بدقة ما وسعني بين الصراحة والشجاعة في إبداء الرأي وبين الرفق واللياقة في تقديمها إلى الجمهور، لأنه سنتكلم عن أوضاع نرضى عنها وأوضاع نسخط عليها، لن.. لن نغيِّب موقفاً لنا ولا رأياً أبداً، إنما سنسوقه برفق أرجو أن يقدمه المشاهد، ونحن بعد ذلك في خدمتهم بما نقدمه لهم من حوار.

وحضرتك بدأت بداية هامة جداً، لأنه أردنا أو لم نرد، الحادي عشر من سبتمبر أحدث زلزالاً والزلزال له توابع يقع بعضها في بؤرته ويقع بعضها في أنحاء بعيدة جداً عن هذه البؤرة، وأنا كل حديثي شفاهة أو حواراً أو كتابةً يدور حول معنى أصيل الأول: فهم ما وقع فهماً موضوعياً دقيقاً غير مكتفين بالرؤية الجوانية وإنما بمعلومات حقيقية ويتأمل موضوعي في كل عناصر الموقف، الأمر الثاني إنه على الفور نستدرك ما وقعنا فيه من.. من قاع الإحساس بالمهانة والإحساس بالعجز والإحساس بالحيرة، لننطلق -وكما تفضلت– علينا حملة كبيرة، صحيح بدأت قبل الحادي عشر من سبتمبر، إنما الحادي عشر من سبتمبر أججها وعظمها وأضافها إلى أعماقها أضعافاً مضاعفة، فصار علينا جميعاً –كل في موقعه- إنه نستخرج الأمة ونستخرج أنفسنا من دوامة الإحباط والحزن والمرارة والإحساس بالذل إلى أن نبادر بأعمال تتوجه إلى المشكلة وتهجم على المشكلة، وهذا أسميه الانتقال من حالة الإحباط والشلل إلى حالة النشاط الشديد والهجوم المضاد.

أحمد منصور: سنأتي إلى هذه في محاورنا، ولكن الآن خلال العام المنصرم قمت أنت بعدة زيارات إلى الولايات المتحدة الأميركية.

د.أحمد كمال أبو المجد: هذا صحيح.. هذا صحيح..

أحمد منصور: عدت لتوك من زيارة قبل أيام من الولايات المتحدة.

د.أحمد كمال أبو المجد: صحيح.. صحيح.. هذا صحيح

أحمد منصور: ضمن مسلسل زيارات متكررة

د.أحمد كمال أبو المجد: صحيح.

أحمد منصور: قمت بها من أجل فهم الآخر بالدرجة الأولى وفهم ما يفكر فيه الأميركان

د.أحمد كمال أبو المجد: صحيح.. تمام

أحمد منصور: ودوافع ما حدث..

د.أحمد كمال أبو المجد: صحيح.

أحمد منصور: قبل أن أدخل أو أخوض في إطار الاستخلاصات أو الصورة الموجودة الآن، هل يمكن أن تسمي لي هذا العام من..؟

د.أحمد كمال أبو المجد: نعم، أنا نعم، هذا العام أنا سميته تسمية أحسست به، أنا سميته عام كشف المستور.

أحمد منصور: بمعنى؟

د.أحمد كمال أبو المجد: بمعنى إنه إحنا –حين أقول نحن فأنا أتحدث نحن المصريين، نحن العرب، نحن المسلمين –عشنا في إطار رؤى وتصورات صنعناها لأنفسنا ولم تكن في الحقيقة مطابقة للواقع.

أحمد منصور: كيف يا دكتور؟

د.أحمد كمال أبو المجد: أول شيء.. إحنا نحن –أيضاً المصريين والعرب والمسلمين- منذ انتهت حرب السادس من أكتوبر وانتهت إلى اتفاقية سلام أشعنا وأذعنا لأنفسنا أن السلام هو الخيار الاستراتيجي الوحيد عندنا، أيوه هذا يعبر..

أحمد منصور: ليس هذا فقط، هناك مجموعة من المصطلحات..

د.أحمد كمال أبو المجد: أيوه، طبعاً تدور في هذا الفلك، إنما أنا أعتقد إن المشاهدين الآن على درجة من إرهاف الحس والذكاء بحيث إنه رأس الكلمة تستدعي تداعيات.. وهم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: تستدعي حرب أكتوبر، تستدعي حروب أميركا، صداقة العرب، إسرائيل يمكن التعايش معها، شعارات كثيرة.

د.أحمد كمال أبو المجد: طبعاً بعض هذه الشعارات قد تكون مقبولة تكتيكياً، لكن اللي حدث –ولذلك بأسميه كشف المستورد- أن الأمة صدقتها تصديقاً كاملاً، فإذا قلنا مثلاً أن السلام هو الخيار الاستراتيجي الوحيد كما قال بعضنا، لأ الحرب يمكن أن ينفرد بها واحد يشن حملة على جيرانه، أما السلام فيحتاج إلى إراديتين وإلى نيتين وإلى عزمين وإلى صدق هنا وصدق هناك، والدليل على هذا أننا تصرفنا عملياً كما لو كان السلام خيار استراتيجي ليس بعده مواجهات، بينما هم تصرفوا طول الوقت على أن السلام أحد الخيارات، إنما..

أحمد منصور: إنما لم يكن خياراً على أن الحرب هي الخيار الاستراتيجي الدائم..

د.أحمد كمال أبو المجد: الاستراتيجي.. كان خيارهم الاستراتيجي الدائم، وأذاعوا أنهم يؤمنون بالسلام لأن لهم في السلام تصوراً غير تصورنا تماماً، السلام عندهم أن تكون إسرائيل آمنة، وأن تكون إسرائيل مهيمنة، وأن تظل إسرائيل قائدة، وأن تظل إسرائيل أيضاً قناة موصلة بين القوة العظمى والمنطقة، هذا ليس مفهومنا للسلام، ولذلك لا أقول المسألة قد تحتاج إلى ضبط مصطلحات إنما إلى كشف نوايا، ونحن عندنا في العالم العربي والإسلامي أجهزة معلومات وأجهزة استخبارات ووزارات داخلية ووزارات.. إلى آخره، كانت عندنا فرصة.

أحمد منصور: لم تقرأ جيداً هذه المؤسسات

د.أحمد كمال أبو المجد: القراءة لم تكن جيدة لأنه من.. من نواقص الفعل.. العقل العربي، وأنا عايز أقول شيء ينبغي ونحن نواجه هذه الأخطار أن نستعلي على نقيصة تصغير الآخر وتعظيم الذات، وتعظيم الذات عادة عندنا مصحوب بالتمنع على ممارسة النقد الذاتي وعلى تقبل النقد.. لأ هذا يؤدي بنا إلى الفناء، الأمر الآن أكبر من هذا ينبغي أن نواجه أنفسنا، ولذلك حين نقول أننا وقعنا في خطأ أنا أقول أننا وقعنا في خطأ، وأعني وأنا مسؤول عن هذه الكلمة، لأنه..

أحمد منصور: إحنا لازلنا مستمرين في الخطأ بالشكل الذي..

د.أحمد كمال أبو المجد: بعضنا لازال مستمر وبعضنا كُشف عنه.. أو اكتشف أننا كنا على خطأ وأننا ينبغي أن نصحح الأمر، فإذن هذا أحد المستورات.

الأمر الثاني: أنه زُج بنا في الإيحاء بأن العولمة خير كلها، وهنا العولمة استُعملت استعمالات كثيرة، وأنا أقول أن العولمة لها قسمان، قسم هو وصف وقسم هو وصفة، قسم هو وصف لأنه الحواجز سقطت نتيجة ثورة تقنيات الاتصالات وتقنيات المعلومات والانتقال ابتداء من الطائرة النفاسة إلى الطائرة الكونكورد إلى.. إلى آخره، فزوال هذه الحواجز أمر لا يرد عليه الحب ولا البغض، هذا أمر وقع وعلينا أن نتعامل معه باعتباره واقعاً.

أحمد منصور: كيف نتعامل معه؟

د.أحمد كمال أبو المجد: نتعامل مع الواقع بأنه مثلاً: مثال واضح جداً، إذا كانت الحواجز سقطت، يبقى أنا منهجي في التعامل (…) منهجي حتى في التربية والتعليم، في الأسرة وفي المدرسة لا يجوز أن يكون قائماً على فكرة الانعزال عن الآخر، صار اتصال بدلاً من الانفصال والمبادئة بدلاً من الانكماش، يعني هذه أمثلة لكيفية التعامل مع الواقع.

أحمد منصور: تالت مستور كُشف؟

د.أحمد كمال أبو المجد: تالت مستور كشف أنا بس حتة الوصف.. وصفة إنه عملية العولمة (………) إني كنت عضو في (think tank) مجموعة عمل فكرية مع البنك الدولي وأخرى مع منظمة الأمم المتحدة الإنماء UNP، قبل.. قبل سنة ونصف..

أحمد منصور: يعني قبل الحادي عشر من سبتمبر

د.أحمد كمال أبو المجد: آه بكتير.

أحمد منصور: ست شهور على الأقل

د.أحمد كمال أبو المجد: آه، بسنة، كان هناك دفع منتظم ومطرد لما يسمى أن تدخل في الاقتصاد العالمي، وكان الطريق إلى هذا معناه أن لا نجاة لك ولا رخاء ولا تقدم إلا إذا دخلت في الاقتصاد العالمي، دون أن نعرف ما هو هذا الاقتصاد العالمي ما هي المصادر؟

أحمد منصور: وما يُسمى بالاقتصاد المفتوح

د.أحمد كمال أبو المجد: الاقتصاد المفتوح، طيب ما حسبناش الحسبة،.. لنا..

أحمد منصور: إحنا كل حاجة بتتحسب لنا

د.أحمد كمال أبو المجد: حسبت لنا

أحمد منصور: وبنتحط في إطار معين وإذا لم نلتزم به فنُعاقب عليه.

د.أحمد كمال أبو المجد: وأنا من حسن حظي أنا عضو في أكاديمية المملكة المغربية وفي أوائل ظهور العولمة والحديث عنها بصفة خاصة كان هناك مستشار اقتصادي لملك المغرب –عليه رحمة الله- الحسن الثاني، وتكلم وهو يهودي فيما أظن..

أحمد منصور: عادة هم يهود..

د.أحمد كمال أبو المجد: يعني على أي حال هذا واحد منهم واقتصادي مشهور، لكن الحقيقة هو تكلم كما لو كانت العولمة خيراً للكل، الأخوة المغاربة وأنا برفق، لكن بوضوح شديد، قلنا إن هذا كلام محل نظر وأنه تجربة حتى الآن تؤكد أن الذي استفاد منها هي الدول الصناعية الكبرى وأن علينا أن نكون مدققين قبل أن نندفع في هذه الهوجة، إذن الجزء الأول من العولمة ما وقع.. هذا وصف لما يقع، أما الثاني فهو وصفة فيها عنصر الإرادة والترغيب والدفع الأمر الثالث..

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: دكتور، كنت تتحدث عن عام كشف المستور وذكرت مكشوفين.

د.أحمد كمال أبو المجد: نعم، العولمة ونوايا إسرائيل، المستور الثالث وهو مستور حاكم الأوضاع العالم الآن، هو تصور العلاقات الدولية في ظل القطبية الواحدة، كان الظن أن النظام الدولي نظام له الحد الأدنى من خصائص النظام إلا أنه أدوات العمل فيه ووسائله تختلف عنها يوم كان هناك توازن دولي تصنعه قوى يوقف بعضها الآخر على نظام السلطة تحده السلطة، فإذا بنظام القطبية الواحدة يحمل في ثناياه بالضرورة أخطار هائلة على البشرية، وظاهر إنه ما يجري على الأفراد يجري على الأمم.

أحمد منصور: لكن فيه خضوع وانبطاح لهذه القطبية الواحدة.

د.أحمد كمال أبو المجد: شوف.. يقول الحق تبارك وتعالى: (إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى)، وفي عالم القانون نقول.. في عالم السياسة أيضاً: إنه حتى يكون هناك عدل لابد أن يوجد نظام للتوازن وتبادل المراقبة يسموه بالإنجليزية (…. palance)سلطة تحد سلطة، ويُقال أيضاً إن السلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، فإذا وُجدت قوة..

أحمد منصور: ده دي بتنطبق على كله.

د.أحمد كمال أبو المجد: على كله، على الأفراد والشعوب وعلى نظم الحكم في الداخل وعلى العلاقات الدولية، بس في العلاقات الدولية خطرها أن قوة يعني زي بتعبيرنا المصري ماسكة شومة وتطيح بها في الهواء تضرب بها الرؤوس يميناً وشمالاً لا يردها راد ولا تقبل أن يحدثها محدث، وده بيأخذ صورة أيه؟ سنفعل كذا، تعالوا معنا إن جئتم طوعاً أهلاً وسهلاً، إن لم تأتوا سننطلق وحدنا وننفذ ما نريد. الله يبقى ده صحبة على شرط الخضوع، ما هيش صحبة ما فيش تعددية، ما فيش تعددية وأن من المدهش إنه هذا العصر بدأ بالحديث عن العولمة وعن التعددية وفجأة سكت الحديث عن التعددية، تعددية مين، إذا كانت القوة الوحيدة الكبرى فعلاً تتصور أن من حقها بل من واجبها أن تفعل ما تشاء نيابة عن الأمة إحنا كنا نقول إن النيابة تكون في حق الغائب أما في حق الحاضر فلا.

أحمد منصور: ما فيش حاضر أصلاً.

د.أحمد كمال أبو المجد: ما فيش حاضر.

أحمد منصور: لأنه حاضر غائب.

د.أحمد كمال أبو المجد: هُمِّش تهميشاً ودي بقى عصر القوة، وأضراره إحنا برضو ما كناش منتبهين إليها، ولذلك أنا بأقول شيء -وأنا أيضاً رجل.. أنا رجل قانون في المقام الأول –نحن لا نعيش في ظل نظام دولي، النظام الدولي سقط تماماً ونحن في انتظار نظام آخر.

أحمد منصور: أمال..

د.أحمد كمال أبو المجد: أما ما نحن فيه حالة وليس نظاماً، لأنه علشان يكون نظام لابد له من القدر الأدنى من الإطار القانوني الحاكم ومن الفاعلية، يعني النهارده، أيوه قوانين العالم الجنائية تمنع السرقة والناس يسرقون، يسرق من مثلاً بلد مائة مليون يبقى فيها عشرة آلاف لص، إنما إذا كان مائة مليون منهم 95 مليون لص.. الله. أو 95 مليون قاتل، يبقى النظام القانوني بيقول لا تقتل ولا تسرق سقط وإنما الباقي رموز وأشكال وأنقاض وبقايا وحطام، نحن نعيش وأنا سأضرب مثال صغير جداً..

أحمد منصور: نحن في عصر اللصوص.

د.أحمد كمال أبو المجد: للمشاهد.. للمشاهدين، لما تأتي الأمم المتحدة ولها أمين عام رفيق، رقيق مهذب، مؤمن بسيادة القانون، ويريد بعد ما حدث في جنين إنه يرسل لجنة يقول تقصي الحقائق، يقول لأ مش تقصي حقائق تحقيق.. تحقيق، يقال: لابد أن يكون فيها عسكريين. حاضر فيها عسكريين، لابد إحنا نحدد العسكريين، حددوا العسكريين، فتُستجاب كل الطلبات فينظر المتغطرس وقد أخرج لسانه للعالم ويقول: ولو برضو ما تجيش لا نريدها لا تأتي فلا تأتي. وتقف الأمم المتحدة عاجزة!! هذه إهانة..

أحمد منصور: حتى حينما ذهبت كان تقريرها مخزي.

د.أحمد كمال أبو المجد: سيدي هذا مؤشر السقوط، هذا السقوط وقع..

أحمد منصور: سقوط مَنْ بالضبط؟

د.أحمد كمال أبو المجد: سقوط الأمم المتحدة مما يعني سقوط النظام الدولي، عندنا منظمة اسمها الأمم المتحدة تسكنها أساساً الولايات المتحدة، هي الساكن الرئيسي الذي يقضي في أمور سائر السكان أنت تطلع، أنت تدخل، أنت تبعث حد يجيب الأكل، أنت ما تبعتش أنت تقفل بابك، وده حاصل في النظام..

أحمد منصور: إلى متى يظل العالم..

د.أحمد كمال أبو المجد: بعبارة يعني.. يعني أنا أصور لا تستطيع الأمم المتحدة الآن أن تصدر قراراً لا ترضى عنه الولايات المتحدة.

أحمد منصور: صح.

د.أحمد كمال أبو المجد: هذا امتحان عسير للعالم في شخص الولايات المتحدة، وربما لو كانت قوة أخرى عن.. برضو النتيجة ستكون قريبة من هذا، لأنه قانون (إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) لابد من التوازن، النظم لا تبنى على حسن الظن، تبنى على الحذر وعلى الاحتراس وعلى وضع القيود، مش على بلا حدود، لازم يكون فيه حدود في الحكم والسلطة في الداخل والخارج، ولذلك كان الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول أيه؟ “أيها الناس إنكم والله ما تمسكون علي بشيء فإني لم أحل إلا ما أحل الكتاب ولم أحرم إلا ما حرم الكتاب” ده معناه أيه؟ سيادة القانون على أشخاص الحكام، سيادة القانون الدولي على أشخاص الدول

أحمد منصور: هل هناك مستور رابع أم دي ثلاث

د.أحمد كمال أبو المجد: يعني لعله لا يزال مستوراً علي..

صورة المسلمين بين الإدارة والشعب الأميركيين

أحمد منصور: دكتور الآن في.. من خلال زياراتك المتعددة وزيارتك هذه الأخيرة تحديداً كان هناك وفد سعودي كنت تمثل أنت الجامعة العربية، كان هناك وفد آخر، باختصار شديد كيف كانت صورة المسلمين من خلال زيارتك بعد الحادي عشر من سبتمبر الأولى وزيارتك الأخيرة؟

د.أحمد كمال أبو المجد: آه شوف حضرتك أنا شاهدت تقدماً عند الجاليات العربية والمسلمة في أدائها، ولكني لم أشاهد تحسناً على الإطلاق في تصرفات الإدارة إزاء العرب والمسلمين، لكني شاهدت في الرأي العام تحسناً.. تقدماً وتحسناً ومحاولة للفهم الجاد، وأنا لابد أن أقول شيء، إحنا نستعلي على العاطفة، الشعب الأميركي أتحدث عن الشعب الأميركي..

[موجز الأخبار]

أحمد منصور: دكتور، كان سؤالي عن الصورة، وقلت أن الشعب الأميركي ربما يختلف عن الإدارة.

د.أحمد كمال أبو المجد: نعم، يعني باختصار شديد جداً، الإدارة الأميركية لنا حديث عنها وعن ما وقعت فيه من مأزق ورطت فيه نفسها وأضرت فيه –في تصورنا من بعيد- حتى بمصالح الشعب الأميركي إنما أنا كنت أتكلم من أجل العمل لتحديد..

أحمد منصور: إذن لكثير من المشاهدين يقولوا.. يعني يريدون البحث عن الحلول.

د.أحمد كمال أبو المجد: البحث عن حلول، الصورة حتى الآن المستقرة والتي يروَّج لها بذكاء شديد ودأب هي صورة سلبية، نتكلم عن صورة العرب والمسلمين، والذي قام يكبر هذا الأمر بعض الدوائر الإعلامية وبعض جماعات الضغط المشكلة من لوبي صهيوني متعاطف ومنسجم ومتكاتف مع يمين مسيحي صهيوني أيضاً، ويمكن كلمة مسيحي يميني.. عايزة توضيح، فريق من اليمنيين المسيحيين يرون في قيام إسرائيل بالاستيلاء على كامل أرض فلسطين شرطاً للعودة الثانية للسيد المسيح –عليه السلام- نتيجة هذه الجهود كلها..

أحمد منصور: دول بين أربعين إلى سبعين مليون أميركي.

د.أحمد كمال أبو المجد: نعم، أعداد كبيرة جداً ونشيطة جداً ولها ميزانيات ضخمة ولها أسس من نوع معين، إعلاميين أكثر منهم دينيين، إنما محصلة ذلك كله إنه الرأي العام الأميركي كون فكرة مؤداها –تبسيط شديد- عبر عنه بذكاء شديد ونوع من البحث الأكاديمي كل من (فرانسيس فوكوياما) و(هنتنجتون) بصفة خاصة في المقالين الذين نشرا في عدد واحد من مجلة “نيوزويك” الطبعة الإنجليزية والطبعة العربية، لأنه من كلام هنتنجتون أن المشكلة ليست في مجموعة من الأصوليين المتطرفين كتنظيم القاعدة وبن لادن، إنما المشكلة أنه يقول المشكلة إنه العالم الإسلامي كله يسبح وأن هذه الجماعات تسبح على بحر كبير من التفكير الأصولي العدواني، فكأنه صور المزاج العام والتيار العام في بلاد المسلمين والعرب على أنه تيار عنف ينكر الآخر ويستبيح دمه، ويصفي خصومه، ويدعو إلى قتالهم، ويذل المرأة، وينشر الرعب في العالم، هذه الصورة بتفاصيل مختلفة وبإيقاعات مختلفة هي الصورة التي تُرسم للعرب والمسلمين ويترتب عليها نتائج عالمية في العلاقة بين الغرب عموماً وبين المسلمين كما تترتب عليها نتائج ضارة محلياً في معاملة العرب والمسلمين، بل إنه مُهد لشيء بالغ الخطورة ينبغي أن ننتبه له من الآن.

أحمد منصور: ما هو؟

د.أحمد كمال أبو المجد: قالوا والله إذا تكررت الحوادث دي يبقى لابد إن كل العرب والمسلمين الموجودين في أميركا نضعهم فيما يشبه معسكرات..

أحمد منصور: مثلما فعلوا في اليابانيين بعد الحرب العالمية.

د.أحمد كمال أبو المجد: وأنا هنا –وقد ذكرنا هذا الأمر يعني –أريد أن أخاطب المشاهد العربي المسلم والمشاهد الأميركي إن كان يعرف العربية اللي حصل في سنة 1945 بعد ضرب (بيرل هاربر) الأول إنه الموضوع وصل إلى المحكمة العليا، لأنهم قبضوا على المواطنين.. لاحظ القياس هنا وارد، لأنهم مش قبضوا على اليابانيين، على المواطنين الأميركيين من أصل ياباني، ودول يساويهم في الوضع القانوني..

أحمد منصور: العرب اللي معاهم جنسية أميركية

د.أحمد كمال أبو المجد: العرب المسلمين اللي معاهم جنسية أميركية، وضعوهم فيما يشبه معسكرات الاعتقال، وطعن في هذا القرار وصل الأمر إلى المحكمة العليا الاتحادية، وللأسف انقسمت خمسة ضد أربعة، هي مكونة من تسعة خمسة قالوا هذا الإجراء يجوز في حمى الحرب والعدوان إلى آخره وأربعة قالوا لا يجوز، من الأربعة الذين قالوا لا يجوز قاضي مهم جداً اسمه (روبرت جاكسون) صار بعد ذلك مدعياً عاماً في محاكمات (نورمبرج) المسألة نُظرت في قضيتين أنا ذكرت بهما الرئيس (كلينتون) في.. في نيويورك وهو رجل قانون أيضاً قضية اسمها قضية (كوري ماتسو) وقضية اسمها قضية (هيرا بايش) دول كانوا المدعين، الرأي المخالف اللي كتبه القاضي (جاكسون)، قال فيه عبارة أرجو أن يستمع لها المشاهدون قال: “إنه شيء تميل السلطة العسكرية إلى العدوان على حقوق الأفراد وأن تكون نظرتها أمنية. خالصة فتفعل هذا الأمر، ولكنه شيء مختلف تماماً، أن يأتي القضاء في دولة حرة، وأن يفسح في نظامنا القانوني والدستوري مكاناً لمثل هذه المخالفة”.

أحمد منصور: يا سلام.

د. أحمد كمال أبو المجد: هذا كلام جيد، ونذكر به، وللعلم إنه الآن فيه توجهات لدى رجال القانون في أميركا، ومنهم ناس 200 واحد كتبوا احتجاجات شديدة على الإخلال والحيف من حقوق والحريات الدستورية.

أحمد منصور [مقاطعاً]: استضفنا أكثر من واحد في هذا.

د. أحمد كمال أبو المجد: في هذا الموضوع، فإذا المسألة.

أحمد منصور: رامز كلارك.

د. أحمد كمال: أي نعم، فالمسألة لها.

أحمد منصور: وغيره نعم..

د. أحمد كمال أبو المجد: وهناك تصاعد لهذا، إنما أنا بس أردت أن أنبه إلى أن هذا كلام يروج له، وده قد يكون Balloon Test كما نقول ليروا كيف يكون رد الفعل، إذا الصورة سلبية، ساهم في صنعها اللوبي الصهيوني واليمين المسيحي المتحالف معه دينيا وسياسياً في المسألة كلام كثير من الناحية الدينية إن الطرفين يعني بيضحكوا على بعض، إلى آخره.

أحمد منصور: فيه شق أشرت له في كشف المسطور.

د. أحمد كمال: نعم، أي نعم.

أحمد منصور: ويعني أيضاً فيما يتعلق بهذه الحملة، وظهر له مردود بشكل عملي.

د. أحمد كمال: أي نعم.

أحمد منصور: فيما قد.. يعني على سبيل المثال رغم كل ما قدمته الحكومة السعودية ورغم العلاقات التي تربط السعودية بالولايات المتحدة الأميركية منذ العام 90 وحتى الآن، وكل ما قدم من تنازلات فيه تقرير نقش في مجلس استشاري تباع لوزارة الدفاع في 10 يوليو الماضي في.. في 10 يوليو وكشف عنه في 6 أغسطس فقط في “الواشنطن بوست” قال إن السعودية تعتبر عدو الولايات المتحدة، وأنها تمثل المشكلة الأكبر بنص التقرير بسبب دورها في تمويل ودعم الحركات الراديكالية الإسلامي، ومن وقتها والإدارة الأميركية تحاول لم الموضوع مع السعودية، تفسيرك أيه لهذا؟

د. أحمد كمال أبو المجد: شوف هذا التفسير ينبغي أن يتم في إطار فك ديناميكية العلاقات والسياسات في النظام الأميركية الحاضر، نظام إدارة بوش، لأنه لو حضرتك تأملت الصورة وكان هناك من يرصد التصريحات سيجد إنه يطلق تصريح سيئ جداً مضادا للعرب والمسلمين، ثم يأتي مسؤول أميركي فيصححه، ثم يأتي ثالث فيعود إلى التصريح الأول، في التصريح اللي تفضلت حضرتك بالإشارة إليه أعقبه اتصال.

أحمد منصور: (رامسفيلد)..

د. أحمد كمال أبو المجد: من رامسفيلد وقال وهذا لا يعبر إلا عن Rand Corporation.

أحمد منصور: كولن باول.

د. أحمد كمال أبو المجد: بل قال إنه ما يعبرش حتى عن Rand Corporation، دا يعبر فقط عن كاتبه، لكن إطلاق هذه التصريحات بهذا الشكل هي تصريحات يبقى لها أثر، يترسب لها أثر، وتكشف عن إنه الحكومة الأميركية مش بس فقدت الإنصاف دي فقدت اللياقة.

أحمد منصور: أما يعتبر هذا ابتزاز.. أساليب الضغط..؟

د. أحمد كمال أبو المجد: هو من أساليب الضغط والابتزاز بالتأكيد، ولهذا.. ولهذا المستور الذي أرى أنه انكشف والأمر الذي هو نعمة وإن بدت نقمة، أن المستهدف الآن في العالمين العربي والإسلامي ليس الأنظمة وليس الشعوب، وإنما الأنظمة والشعوب، ويمكن ده يكون مدخل جيد لتدرك الحكومات كلها أن أمنها الحقيقي الضامن المؤمن هو في أن تكون في خندق واحد مع شعوبها، هذه فرصة تاريخية، وأظن أن شعوبها، هذه فرصة تاريخية، وأظن أن الشعوب شهامة وكرامة ووطنية ستقبل هذا الاندماج وستمارسه، ولا يمكن أن تبدو منها نزعة خيانة أو إخلال بمصلحة الوطنية، وهي ترى أنها هي والحكام مستهدفون، وأن ما ينفع هؤلاء ينفع الشعوب، وانه لابد من التوحيد في مواجهة هذا الموقف العدواني.

أحمد منصور: يعني الآن يا دكتور عفواً هناك تنازلات باهظة هذه الحكومات العربية كلها تقدمها للولايات المتحدة، أكبر قاعدة أميركية في المنطقة موجودة في قطر، الكويت فيها قواعد، البحرين فيها قواعد، السعودية لها قواعد، مصر تقيم مناورات مشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية وعلاقات جيدة، الولايات المتحدة تحصل من الدول العربية على امتيازات ربما الشعوب نفسها محرومة من هذه الامتيازات التي تحصل عليها أميركا، في نفس الوقت ليس هناك مقابل تحصل عليه هذه الحكومات.

د. أحمد كمال أبو المجد: شوف حضرتك.

أحمد منصور: وليس.. هل يمكن أن.. أن.. أن يترتب على هذا كما يأمل هؤلاء صداقة حقيقية أو تعاون حقيقي في ظل دعم لإسرائيل المطلق من الولايات المتحدة الأميركية؟

د. أحمد كمال أبو المجدد: هذا متصل بكشف المستور الثاني، نحن نعيش –أردنا أو لم نرد- في عصر قطبية واحدة وهيمنة، السؤال العملي: هو ما هو هامش الحركة الحقيقي الذي تملكه الشعوب العربية والمسلمة؟ أنا شخصياً هذا رأي خاص بي أعتقد أنه أكبر.. أكبر ولو قليلا من المدى الذي تتحرك فيه الدول العربية والإسلامية كلها، وانه أنت لما تحصي الأوراق.

أحمد منصور: لكن.. لا.. لا.. لا يتم استغلال حقيقة.

د. أحمد كال أبو المجد: لا مش بس لا يتم استغلاله، ده أنت في يدك أوراق لم تستخدمها، وفي يدك فرص لا تنتهزها، بدليل إنه الخصومات العربية العربية والإسلامية الإسلامية، والعربية الإسلامية مفتتة الصورة، يعني أنا هأضرب أمثلة.. تصوري أولاً أنا أعلم أن الذي في الحكم يرى صورة قد تكون أعمق وبينه اتصالات قد لا تكون متاحة لنا، لكن أيضاً فيه أشياء واضحة، يعني الآن وقع تهديد بضرب 3 دول.. دول عربية مسلمة وعربية صميمة وقريبة ولا.. لا نتصور أن تضرب ونحن ساكتون، لما نتكلم عن العراق وإيران وسوريا أو ليبيا والقائمة تمتد وتتسع، إذاً نحن مواجهون بخطر حقيقي، هل يتصور مثلاً إيران والعراق مهددتان إنه العلاقات الإيرانية العربية ما تباقش في أحسن أحوالها؟! ودعني أقول شيء: إن تحسن وجودة العلاقات المصرية الليبية –وده رأيي الشخص أيضاً –أظنه تشكل مظلة تأمين، وأن أميركا قد تتردد في ضرب ليبيا وقد تتردد في ضرب السودان، إذا عرفت أن هناك علاقة خاصة جداً بين مصر وبين هذه الدول، وأنه الضرب هنا سيحدث رجة هناك، وأنا لا أريد أن أفصح عن أسماء، أنا جرى بيني وبين أحد المسؤولين الأميركيين حوار ساخن، كان يتحدث في موضوع فقال: طب فيها أيه إذا ضربت العراق؟ فقلت له: لا تقع في قياس مغلوط، ضرب العراق غير ضرب العراق لما احتلت الكويت، وغير ضرب أفغانستان في أعقاب الحادي عشر، هذا عمل سيلقى معارضة، وسيلقى احتجاج، وسيلقى انفجارات.

أحمد منصور: الشعوب بتسخن شوية..

د. أحمد كمال أبو المجد: فقال لي: أخالفك الرأي، لو ضربنا العراق ستصدر تصريحات تشجب بألفاظ نارية، وبعد أسبوعين سيهدأ كل حال، بل قد يقال.. قد يقول البعض: و الله لقد خلصونا من شخص لم نكن نحبه على أي حال. قلت له: لأ، أنا أخالفك الرأي، هذه حسابات مغلوطة وقياسات مغلوطة، وأرجو أن أكون مصيباً وأن يكون هو مخطئاً، وإنما لابد إن الشعوب لا تفاجأ، أنت فاجأت الشعوب بأنها عاجزة فلا تفاجئها إذا وقعت أمور أخرى بأنه ما فيش رد، ولابد من إعداد الشعوب لا تتحرك ولا تساند الحكومات إلا إذا أعدت وعرفت إن فيه أخطار.

العلاقة بين الحكومات العربية والتجمعات السياسية والحوار الداخلي مع الآخر

أحمد منصور: أنا عندي شاهدين الحقيقة تأكيدا لما ذكرت، الأستاذ فهمي هو بدي في مقال كتبه في “الشرق الأوسط” في 25 مارس الماضي قاله ما خلاصته أنه قبل الحوار مع الآخر ينبغي أن يكون هناك حوار مع الآخر الوطني والقومي، اليوم الأستاذ داوود الشريان في “الحياة” أيضاً في عموده تكاد تحدث عن العلاقة بين الحكومات العربية والجماعات و الحركات الإسلامية، وقال أنه رغم إعلان معظم هذه الحركات نبذها للعنف، في المقابل نجد حملة مضادة قوية ضد هذه الحركات، وأشار إلى مصر تحديداً، ما رؤيتك للعلاقة بين الحكومات وبين التجمعات السياسية وبين حتى الحوار الداخلي مع الآخر؟

د. أحمد كمال أبو المجدد: سوف سيدي، رؤيتي –وأنا أزعم في هذا أن لي خبرة ومعلومات- رؤيتي أنه حدث تكلس مرضي وتصور غير دقيق لإمكانات حل هذه المعادلة الصعبة، وهي أن تكون النظم والمجتمعات آمنة، وأن يكون هناك توجهات إسلامية، وزعمي أنه هامش التطرف في انحسار، وأنه التيار العريض الذي يحمل سماحة الإسلام ويصر عليها هو الغالب والغلاب، وأنه جهد مشترك لابد أن يبذل لفض هذا الاشتباك الذي لم تعد أسبابه قائمة تبرر استمراره، هذا الاشتباك يا سيدي يؤدي إلى أنك كأنظمة تضع نفسك أحيانا في خندق مناقض لناس هم في خندقك نتيجة الرؤية الأمنية الخالصة، المخاوف التي لها تاريخ صحيح، لكن الدنيا تتبدل والحوار من شأنه، يعني أنا النهارده لما أقرأ ما تقوله الجماعة الإسلامية هذا كلام.. هذا التصحيح كان واجباً من 20 سنة، و العلماء عليهم واجب طول الوقت ألا يجاملوا العوج الفكري، وأن يبقوا إحدى قدميهم مع هؤلاء الناس، ليصلحوهم ويصلحوا أفكارهم، وأنا ازعم أن كثير من هؤلاء اصطنعوا الفقه وهم غير فقهاء، واصطنعوا الفهم وهم غير فاهمين، و اصطنعوا القدرة على تفسير القرآن الكريم مباشرة بنصف علم ونصف هدى ونصف كتاب، وكان يمكن لو أن الحوار مُكَّن له الحوار يا سيدي هو الذي يصفي الآراء الفاسدة ويستبقي منها أصلحها للبقاء.

أحمد منصور: دكتور، في قضية الآن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على الحكومات العربية، في حالة وجود مصالحة بين هذه الحكومات والشعوب وعملية معالجة –كما تقول- لهذه الصراعات وإنهاء لوجودها، هل يمكن أن يتغير وضع هذه الحكومات في تعاملها مع الولايات المتحدة على سبيل المثال؟

د. أحمد كمال أبو المجد: شوف كل حكومة وأي حكومة شجاعتها ومبادرتها وجرأتها وإقدامها في التعامل مع الخارج مرهونة بإحساسها بقوة وضعها الداخلي وبما تملكه من أوراق، حين تتم عملية توجد بين الحكومات والشعوب، الحكومات ستحس أنها أقوى وأكبر وسيكون صوتها جهيراً، وأنا هأضرب مثال، الهند في تعاملها مع الدول الكبرى تكاد تكون.. الهند تكاد تكون بتعامل الدول الكبرى بصلف وكبرياء.

أحمد منصور: طبعاً.

د. أحمد كمال أبو المجد: لأنه فيه إحساس داخلي.

أحمد منصور: حتى في اتفاقاتها.. حتى في كل تفاوضاتها.

د. أحمد كمال أبو المجد: حتى في اتفاقاتها، تقبل وترفض وتقبل.

أحمد منصور: صح.

د. أحمد كمال أبو المجد: وأنا أدعو جميع الحكام العرب والمسلمين.

أحمد منصور: رغم الفساد السياسي.. نعم.. نعم.

د. أحمد كمال أبو المجد: رغم الفساد معلش.. بأني أدعو النظم أنها تدرك إن دي مرحلة جديدة، وأن الشعوب معها وليست ضدها، وأن حمايتها الحقيقية في الداخل وقوتها الحقيقية في التعامل مع الخارج تنبع من درجة التوحد، لأن هذا التوحد يسمح للحكومات إذا دعت الشعب إلى تضحية أن يضحي، إذا طالبته ببذل أن يبذل، إذا طالبته بصبر أن يصبر، ونحن شعوب صابرة، إنما طول ما العلاقة يعني نص نص، الحكام حسابتهم مضبوطة، لأنه مش ضامن الشعوب هتتحمل أو لأ، هتصبر أو لأ، ستبذل أو لا تبذل، دي معادلة صعبة حلها في المزيد من الحرية والمزيد من الديمقراطية عبر حوار.

أحمد منصور: أنا عندي محاور كثيرة، عندي مشاهد صار له نصف ساعة، وأنا الآن كما تراني معزول عن الدوحة وعن الاتصال الخارجي، لكن هو منذ نصف ساعة على التليفون وعندي مشاركات، اخذ بعض المشاركات.

د. أحمد كمال أبو المجد: نعم.

أحمد منصور: دكتور أحمد بن راشد بن سعيد (أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، ورئيس تحرير مجلة “جودي”) آمل أن تكون معنا بقيت يا دكتور.

د. أحمد بن راشد بن سعيد: معاك يا أستاذ أحمد.

أحمد منصور: أنا آسف، يعني صار لك أكثر من نصف ساعة على التليفون، اعتذر إليك وتفضل بمداخلتك.

د. أحمد بن راشد بن سعيد: شكراً جزيلا، وآمل أن تعطيني فرصتي لإكمال المداخلة التي سأحاول اختصارها قدر الإمكان مع كل تقديري لك ولضيفك الكريم.

أحمد منصور: اتفضل يا سيدي.

أحمد بن راشد بن سعيد: اذكر أن أحد كُتَّاب “الصانداي تايمز”، اللندنية واسمه (برين أبريارك) كتب في صحيفة بتاريخ 12 يناير 1998 ما نصه: “لقد تفشل الغرب طوال مائة سنة في فهم الشيوعية، وفي النهاية لم يكن مهما، لم يوجد ما يستحق الفهم، وطوال ألف سنة فشل الغرب في فهم الإسلام، هذه المرة يهم إن نظاما يسيره الله سيكون دائماً أكثر براعة ورشداً من نظام يسيره الاقتصاد وحده”، انتهى كلام أبريارك.

لكن الذي حصل بعد فشل الشيوعية هو أن أنظار الغربيين اتجهت نحو.. كلها تقريباً صوب الإسلام، كان هناك وما يزل شعور كامل لدى الغرب بأن هناك خطراً يهدد نظامه وكيانه، وأن استمرار هذا الخطر والإحساس به أمران.. أمران ضروريان لتقوية الهوية والمحافظة على أسلوب الحياة، إذا كان الغرب يحتاج إلى بعبع لكي يصمد ويتماسك فإن حديث إبريارك عن ضرورة فهم الإسلام يصبح أكاديميا محضاً، في الحقيقة المشكلة ليست سوء فهم، بل تحامل، لا يعاني الغرب من نقص معلومات عن الإسلام وعن الثقافة العربية بقدر ما يعاني من سيطرة العنصرية والتحيز والعاطفة الجارفة على تفكيره بشأن الإسلام والمسلمين، إنه تحامل لا يخبو بل يزيد، ويعاد إنتاجه باستمرار، لأنه يرتكز على مفهوم أن الحرب بين الإسلام والمسيحية مقدرة وحتمية وأبدية، والكثير من الكتاب الغربيين الذين أعادوا اكتشاف الظاهرة الإسلامية بعيد انهيار الاتحاد السفويتي رددوا الشعارات إياها، الخطر الأخضر، التحدي الإسلامي، سيف الإسلام، لم يفرق هؤلاء بين المسلمين رغم اختلاف مذاهبهم وتياراتهم ولغاتهم وحقيقة أنهم موزعون على مناطق مختلفة من العالم، بل تخوفوا من كل مظهر ينبئ عن العودة إلى الإسلام مهما كان رمزياً وغير مسيس، كحضور المساجد مثلاً، ربطوا ذلك غالباً بالتعصب والأصولية، فتلاشت الفروق بين المعتدل والمتشدد واليبرالي والمحافظ.

أقول: إن القضية التي يجب أن يركز عليها المثقفون والسياسيون والمهتمون بحقوق الإنسان في العالم العربي والإسلامي ليست فقط ضخ معلومات دقيقة عن الإسلام والعرب، بل طرح مسألة التحامل كانتهاك صارح لحقوق الإنسان الذي يقود إلى اغتيال الشخصية، ويسهم في تشكيل مواقف وسياسات تحرمنا نحن المسلمين من حقوقنا الطبيعية، هذا الطرح ممكن أن تتبناه دولنا طبعاً و المنظمات غير الحكومية.

وثمة مطلب آخر وأخير في غاية الأهمية وهو العودة إلى الذات ونقدها، قلت وأكرر الآن إن توافر معلومات أغزر وأدق عن العرب والثقافة الإسلامية لن يحل المشكلة ما دامت هناك مواقف أيديولوجية مسبقة ضارب في المخيخ العربي تحمل في طياتها الأحادية ورفض التنوع، ومادامت هناك مآزق أخلاقية وانحرافات نخبوية وشعبية لا تخطئها لعين في بلداننا العربية والإسلامية، خذ مثلاً تطرف بعض النخب الحاكمة ضد الآخر، إما.. إما بتجفيف منابعه أو استئصاله أو بهما معاً، في هذه الحال يصبح الحديث عن حوار متكافئ بيننا وبين العالم الغربي غير ذي معنى، لأنه لا يتحاور بندية غالب ومغلوب، كما لا يتحاور أصم وسامع، ولذا فإن مكافحة سياسات التحامل ينبغي أن (…) مراجعة صريحة وعميقة وقاسية.. للذات، لم يتقدم الغرب من فراغ، بل من جهود مضنية ودراسات مستمرة وآليات تطوير ديناميكية، بل إن إسرائيل لم تهزمنا بتفوقها العسكري فحسب، بل بحقيقة التنظيم الذي تميزت به الصهيونية منذ أن كانت حلما يداعب (هرتزل) وزملاءه حتى أصبحت دولة يحب لها ألف حساب.

أحمد منصور: أشكرك يا دكتور على هذه المداخلة الرائعة، شكراً جزيلاً.

د. أحمد كمال أبو المجد: أنا.. أنا لي تعقيب الحقيقة

أحمد منصور: اتفضل.

د. أحمد كمال أبو المجد: أنا شديد السعادة بكلام الأخ الأستاذ الدكتور، وأنا أنضم إليه في كل ما قال، أريد فقط أن أضيف إنه هذه الصورة صحيحة والتحامل موجود، ولكني أنا عادة أميل إلى البدء بالعكس، بمعنى أنه أمامنا تحدي لابد أن نتعامل معه، فلابد أن نحدد خطوات هذا العمل، عندنا جاليات موجودة فيه، عندنا عقبات فكرية تحول دون أن يكون الحوار حواراً، لأنه إحنا دايماً نقول هناك فرق بين الحوار والمبارزة الكلامية، الحوار: جاد مخلص من أطراف لاكتشاف الحقيقة أو لخدمة قضية، فالسيد فيه هو القضية، إنما لما يوجد تحامل أو تعصب أو عنصرية أو استبعاد الآخر ما بيبقاش حوار يبقى عبارة عن صياح متبادل لا يؤدي إلى نتيجة، نحن مستضعفون، وزي ما تفضل هو الغرب لم يصل إلى ما وصل إليه بادعاءات، وإنما وصل بجهد وبمثابرات، وبمعامل تعمل، ومصانع تنتج، وناس يسهرون، وناس يخططون.

الحركة الصهيونية تحركت بتدبير قديم وبتوظيف الزمن، ولذلك أنا مما لم أقله بعض إن في جولتي شاهدت تحسن طفيف متجه إلى الوعي بأساليب العمل الفعالة لخدمة القضية، فإحنا إذا تشويه يصدر -كما تفضل الأستاذ الدكتور- عن تحامل، عن تعصب قديم، وأنا هأدي مثال بسيط عن الفرق بين الثقافتين في قضية التعصب، الحروب المسماة بالصليبية، الذي سماها حروب صليبية هو الغرب، إحنا عندنا في كتب التاريخ الإسلامي اسمها “حروب الفرنجة”، ففكرة الحرب المقدسة Holly war دي لا وجود لها عندنا، ده إحنا يقول القرآن الكريم: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ) إذاً هناك ظلم شديد جداً للثقافة العربية الإسلامية في كثير من الدوائر العربية.

أنا أريد انطلق مع الأستاذ الدكتور من هذه النقطة البعدية بعد كل ما قاله، ماذا نفعل؟ إحنا عندنا حكومات وعندنا شعوب وعندنا مؤسسات حكومية ومؤسسات أهلية، مجتمع مدني، وعندنا جاليات عربية وإسلامية منتشرة في الأرض، والإسلام يوصف في الدوائر الغربية المعاصرة بأنه أكثر الأديان المعاصرة انتشاراً The fastest groaning religion، وفي الولايات المتحدة وهذا أمر ديني لا أريد أن أتحدث فيه يدخل في الإسلام كل عام ما بين الخمسين والـ 55 ألف واحد يثيرون غضباً، بالنسبة لموضوع التهديد من الكتب الجيدة التي.. يعني كتبت بالإنجليزية وترجمت إلى العربية الحديث عن أن العدو الجديد هو الإسلام عولج في آمرين، علولج في كتاب لأستاذ أميركي جيد في جامعة (جورج تاون) اسمه (اسبوزيتو).

أحمد منصور: (جورج اسبوزيتو) التهديد.

د. أحمد كمال أبو المجد: وكتبه بعنوان..

أحمد منصور: كان أحد ضيوف هذا البرنامج.

د. أحمد كمال أبو المجد: آسف لم أطلع عليه.

أحمد منصور: هو البرنامج.. الكتاب صدر 94 أو 93 بشكل مبكر.

د. أحمد كمال أبو المجد: ثم ترجم إلى العربية.. نعم. وترجم في العام الماضي، الذي أريد أن أقوله إنه هو الرجل كان منصفاً، فقال: نعم هناك مواجهة، لكنها لا تمثل خطراً وإنما تمثل تحدياً، وانه من خلال الحوار.. المشترك يمكن أن الجميع يتقدموا.

أحمد منصور: وهو يرأس مركز الحوار الإسلامي المسيحي.. نعم .

د. أحمد كمال أبو المجد: الأمر الثاني الذي أريد أن أشير إليه إنه لما.. بناءً على اقتراح الرئيس الإيراني محمد خاتمي أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة توصية بأن يكون عام 2001 عام الحوار بين الحضارات، شكل هو (كوفي عنان) لجنة، وتشرفت بعضويتها مع 19 عضو آخر من جميع أنحاء الدنيا، ودوَّنا وثيقة كان أحد مباحثها الرئيسية فكرة العدو، وكان في خاطري أنا شخصياً مسألة أن الإسلام هو العدو، فطبعا هل فكرة العدو ضرورية؟ فتبين أنها غير ضرورية، طب تخدم مصالح من؟ تخدم مصالح بعض النخب الحاكمة التي تريد أن تجر الشعوب.. أو مصالح بعض الطوائف المؤثرة التي تريد أن تجر المجتمعات إلى معطيات تحقق له مصالح. إذاً هناك جهد علمي…

أحمد منصور [مقاطعاً]: أميركا رفضت هذا الحوار وأوقفته، وإحنا استضفنا مفوض هذا الحوار أيضاً في البرنامج.. نعم الإيطالي.. نعم.

د. أحمد كمال أبو المجد: نعم، آه.. آه رفضوه، لكن ميزة النظام.. لازم كشف خريطة الوضع العالمي الجديد أن اللاعبين فهيا لم يعودوا الحكومات وحدهم، هناكN.G.O جماعات، هناك أقليات، هناك مفكرين، هناك جماعة تتحرك، فإذاً أنت الآن في ملعب فيه أكثر دي مش مباراة تنس 2، ده أنت عندك 11 لاعب من هنا و20 لاعب من هناك، فإذا هناك هامش للحركة، هذا الهامش يحتاج إلى دراسة، لأن لما تقول الأولوية أقاطع نتيجة إن دول متعصبين أو أواصل؟ أنا مذهبي المواصلة والاقتراب وليس الاغتراب، والتأثير البطئ المستمر المستمر من خلال جماعاتك ومفكريك وقواك والأوراق التي في يديك، نحن في معركتين.

أحمد منصور: لابد من الإرادة أيضاً من الحكومات.

د. أحمد كمال أبو المجد: الإرادة.. أهم…

أحمد منصور: يعني هل.. هل عفواً يا دكتور في هذا الجانب.. وأعود لنقطة الحكومات.

د. أحمد كمال: أبو المجد نعم.. أي نعم.

أحمد منصور: الحكومات تعتبر الرمز المعبر عن هوية الأمة الآن، تكاد هذه الحكومات أن تدوس على هوية الأمة.. خوفاً من الولايات المتحدة.

د. أحمد كمال أبو المجد: شوف ومن هنا اللي تفضلت به وكلنا بندعو إليه اللي أنا أسميه يبدأ بفض الاشتباك ثم ينتهي بالتعاون والتوحد

أحمد منصور كيف يمكن فض الاشتباك عفواً؟ لأن دي قضية مهمة، كيف يمكن فض الاشتباك بين الحكومات وبين شعوبها؟

د. أحمد كمال أبو المجد: شوف العقلاء..

أحمد منصور: وبين الحركات السياسية الموجودة فيها؟

د. أحمد كمال أبو المجد: العقلاء موجودون في كل مكان، وأنا ببساطة شديدة جداً المصالحات لها طقوس، المصالحات لها طقوس، هذه الطقوس إن أنت تنزع الفتيل أولاً، وتنزع العنف ثانياً، فتفتح القلوب للقاء والحديث، إذا حدث هذا تستطيع أن تطالب كل طرف، يعني أنا لو أعطيتني الآن ورقة أكتب لك مطلوب من الحكومات 1، 2، 3، 4، 5، ومطلوب مثلاً من الجماعات السياسية المعارضة والجماعات الدينية بصفة خاصة 1، 2، 3، 4، 5.

وأنا لي تجربة صغيرة في هذا.

أحمد منصور:طب لماذا لا.. لا يطرح مثل هذا المشروع..؟

د. أحمد كمال أبو المجد: العقلاء مهمشون أو محبطون أو منهزمون داخلياً، ولذلك أنا لما أتكلمت عن الهجوم المضاد، الهجوم المضاد حالة نفسية في المقام الأول، لأنه مطلوب علم وعمل وشيء ثالث..

أحمد منصور: لأن الهجوم مضاد على الغرب.

د. أحمد كمال أبو المجد: الغرب في أي قضية؟

أحمد منصور: في مجموعة مقالاتهم.

د. أحمد كمال أبو المجد: أنت عليك أن تكون مبادئاً، وهذه المبادأة تقتضي منك أنت تبدأ بإيقاظ الهمة، الهمة بعد غائب في كثير من التحركات السياسية.

أحمد منصور: لأن الحكومات خايفة إن الهمة دي توجه ليها، مش عارفة إنها توجه الهمة دي للغرب.

د. أحمد كمال أبو المجد: والشعوب خايفة من الحكومات أيضاً، يعني طبعاً هناك اختلافات، يعني لكن إحنا بنتحدث جوهر المشكلة.

أحمد منصور: صح.

د. أحمد كمال أبو المجد: في عمومه، جوهر المشكلة للعالم العربي والإسلامي في عمومه، إن حكومات كثيرة تخشى شعوب، وشعوب لا تسلب الحكومة، وفيه سوء تفاهم يحتاج إلى وساطات، هذه الوساطات يقوم بها العلماء، لما.. لما النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: “صنفان من أمتي إذا صلحا صلح سائر الناس وإذا فسد.. ” قال “الأمراء والعلماء” واجب العلماء أن يكونوا قريبين من الحكام، لا ينافقون، ولا يعادون بغير ضرورة، يترفقون وينصحون ويقربون ويسددون. بغير فض الاشتباك لن يتم توحد، وبغير توجد لن تتم قوة، وبغير قوة لن يأتي نصر.

أحمد منصور: زايد المسلمين من موريتانيا، اتفضل أخ زايد وآسف للتأخر عليك. معنا يا زايد؟

زايد المسلمين: نعم.

أحمد منصور: اتفضل يا سيدي.

زايد المسلمين: السلام عليكم ورحمة الله.

أحمد منصور: عليكم السلام ورحمة الله.

زايد المسلمين: أحييك الأخ أحمد وأحيي ضيفك الكريم كمال أبو المجد.

أحمد منصور: حياك الله يا سيدي.

زايد المسلمين: وأقول لمثلكم فليستمع ولمثله (…)، لي تساؤلات أريد أن أطرحها..

أحمد منصور: تفضل

زايد المسلمين: قريبة من الموضوع، تتعلق لي أولاً: ما هو سر العجز الخاص بالشعوب العربية أو المستعربة عن.. عن التغيير أو عن تنمية أنفسها تنمية، فالانتصار عندها للدين ولا للعرق ولا لفقدان الحرية ولا لفقدان الخبز، هل يعود الأمر إلى الثقافة المستكنة الموروثة من تاريخ القهر، المعزز لربما فهم فهم أهل السنة والجماعة لطاعة وجد الأمر ولو اقترف.. اقترف (….)، ألا يمكننا أن نقيم صلاة استسقاء لرحمة ليس مطر “من ماء بل مطراً من الشورى والعزة والعدالة، وأن يلي خيارنا أمرنا وأن يكون كرماؤنا أغنياءنا، وأخيراً لماذا لا نعطي كثيراً من الأهمية لنظرة الأميركيين لنا؟ لماذا لا نعتني بإصلاح شؤون أنفسنا وندع الأميركيين أو غيرهم يقولون محتاجين لأن يكتشفوا لنا وأن يتعاملوا معنا؟ وخير مثال على ذلك الصين فقط انغلقت على نفسها وبنت نفسها حتى ألزمت الأميركيين أو أحوجتهم إلى أن يأتوا إليها من أجل أن يتعاملوا معها لا من أجل أن تغير هي نفسها أو جلدها أو دينها أو ثقافتها لكي تتزلف للأميركيين

أحمد منصور: شكراً لك يا أستاذ زايد، اتفضل يا دكتور.

د. أحمد كمال أبو المجد: هل أعقب؟

أحمد منصور: طبعاً يا فندم.

د. أحمد كمال أبو المجد: الكلام هذا صحيح في ذاته، لكن أيضاً نريد أن نضعه في إطار واقعي لأنه الظاهرة هي مزيج من أشياء تراثية ومن أشياء واقعية، ونحن نحتاج إلى الأمرين معاً، نحتاج إلى إعادة النظر في تراثنا، فليس كل قديم صالحاً، وليس كل جديد مرفوضاً، وإنما لنا معالم، وثقافتنا العربية خلت من القدر الواجب من قضية الحرية، لم تكن قضية محورية في كثير مما كتب ووصل إلينا وتعاملنا معه، وإذا جاز لي أن استعمل تعبير الثورة الثقافية فإني أقول إن العقل العربي والمسلم يحتاج إلى عدة أمور، إلى أن تحتل قضية الحرية مكانها العلي الذي يتفق مع أصول العقيدة وأصول الشريعة.

الأمر الثاني أنه فكرة الجماعة المترابطة تأخذ أيضاً مكانها، وإنه الفردية الهادمة لا تكون هي القائد.

الأمر الثالث يا سيدي التوجه إلى المستقبل وعدم الاكتفاء بالانكفاء على الماضي دي مداخل أساسية للعقل العربي، الأمر الرابع..

أحمد منصور: هل دي ندخلها.. هل دي ندخلها في الهجوم المضاد؟ أم الهجوم المضاد له..

د. أحمد كمال أبو المجد: لا هي في الهجوم المضاد الداخلي، لأنه ما دمنا قلنا في بداية الحديث أننا الأمر أخطر من الاعتذاريات، نعم، الخطاب السياسي والخطاب الديني والخطاب الثقافي في بلاد العرب والمسلمين يحتاج إلى إصلاحات جذرية، ولم..

أحمد منصور[مقاطعاً]: من الذي يقوم بها يا دكتور؟ يعني الآن حضرتك بتتكلم عن الحرية

د. أحمد كمال أبو المجد: يستهلها العلماء.

أحمد منصور: تتحدث عن الحرية، والحكومات لا يمكن أن تمنح الشعوب حرية، الحكومات كل يوم بتخنق

د. أحمد كمال أبو المجد: تسمح لي أقول حاجة؟

أحمد منصور: اتفضل

د. أحمد كمال أبو المجد: كدارس السياسي، أي حاكم في.. في الدنيا يغير موقفه إلى الأفضل نتيجة 3 أنواع من الضغوط، هداية من الله يكتشف بها أن مزيداً من الحرية مثلاً أصلح له وأبقى وأدعى للاستقرار، أو ضغط شعبي، الناس تطالب وتطالب، أو توجه عالمي يحس معه إنه مضطر ولو إلى حد ما إنه يستجيب لهذا الضغط العالمي.

أحمد منصور: إحنا أصلنا في الأولانية لأن التانيين دول ما فيش فيهم أمل.

أحمد منصور: نحب الأولى أكثر.. أكثرها.. أحبها إلينا الأمر الأول، والثاني لا بأس منه، لأنه مناصحة الحكام فريضة دينية وواجب سياسي، دي.. دي مسألة، وأيضاً التيار العالمي يقضي بهذا، إنما أنا أفضل.. أنا مرة كتبت مقال صغير للنظر في.. يعني الخطاب الديني المعاصر، أنا ظللت شهر أكتب أم لا أكتب، ليه؟ لأنه الهيمنة تطالبنا بتغيير مفردات ثقافتنا الدينية، وبعد شهرين تقول لأ شيلوا دا وشيلوا دا، بلاش سورة الأنفال مثلاً وبلاش سورة الفاتحة، كلام أيه ده؟ فلاني يتكلم وفلان ما يتكلمش، فلان دا أصله متطرف، فلان دا لأنه مربي لحيته لأ مش عاوزه يتكلم، إلى آخره، إنما لأ إحنا نقطع الطريق على هذا، بأنه نخرج بعزة حضارية وبعزة دينية وبعشق للحرية ونقول دعكم منا، نحن عندنا مشكلة في خطابنا السياسي والثقافي والديني، إصلاحه يقتضي كذا وكذا وكذا، لأنه قضية مشهورة في المسلمين، سيدي لا يستقيم الظل والعود أعوج، مش كده؟

أحمد منصور: يا سلام، طبعاً.

د. أحمد كمال أبو المجد: هو الشاعر العربي لما قالوا له لماذا لا تمدح قومك؟ قال: ولو أن قومي أنطقتني رماحهم

نطقت، ولكن الرماح أجرت

أحمد منصور: يا سلام.

د. أحمد كمال أبو المجد: إذا الإعلام كذب، آه ينفصل عن قومه، إنما الأصل أنه يعكس صورة صادقة، إذن الأمر بين يدي العلماء والإعلاميين والمثقفين والحكومات.

أحمد منصور: طب أنا عندي هنا يحيى زكريا دربول على الإنترنت من الإمارات يقول لك ترى مستقبل العلاقة بين العرب والغرب بعد التحديات والعقبات الراهنة، وما يدور لإسقاط النظام في العراق؟

وآسيا تقول هل هناك أمل أن يقوم الإعلام العربي بدور يوازي دور الإعلام الصهيوني وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر

[فاصل إعلاني]

مستقبل العلاقات بين العرب والغرب في ظل التحديات الراهنة

أحمد منصور: دكتور ما هي إجابتك على السؤال؟

د. أحمد كمال أبو المجد: كان السؤال أيه؟

أحمد منصور: كان سؤال آسيا هل هناك أمل أن يقوم الإعلام العربي بدوره؟ ويحيى زكريا من الإمارات: كيف ترى مستقبل العلاقة بين العرب والغرب في ظل التحديات الراهنة واستعداد أميركا لضرب العراق؟

د. أحمد كمال أبو المجد: سأعطي إجابات تلغرافية يعني، بالنسبة لدور الإعلام، لا يزال الإعلام العربي قاصراً ومقصراً، وأنه خطابه الإعلامي موجه في المقام الأول إلى الداخل، فنحن يعني فيه تعبير يعني يقول لك the not speech the conver tob المؤمن أنت لا تعظه، خلاص، ما أروحش أنا أصلي الجمعة والناس كلها بتصلي ويبقى الحديث لا تتركوا صلاة الجمعة مثلاً، فكذلك الخطاب موجه لخدمة الرؤية الجماعية المحلية، الخطاب مع الآخر علمياً لابد إنه يقوم على 3 عناصر.

العنصر الأول: فهم المستمع المستقبل.. لازم أنا أفهم، مداخله الفكرية توجهاته العاطفية، أولوياته القيمية، قضاياه العاجلة، انشغالاته، مصطلحاته، (….) الفكرية، المصطلحات الفكرية، النماذج.. الأطر الفكرية حتى أتعامل معه، حتى أوصل إليه الرسالة.

الأمر الثاني: أن أكون دقيقاً في طرح الرسالة نفسها، تكون علمية وموثقة ومقنعة، وهذا علم مكتمل يعرفه الإعلاميون والعلماء في المجتمع.

الأمر الثالث الجرعة، أدي له جرعة قد أيه؟ لأنه أحياناً الجرعة الصغيرة لا تكفي، وأحياناً الجرعة الكبيرة جداً تنقص الثقة، ويقول لك دا لازم فيه حاجة، هو مكتئب فيما عنده، كل دي قضايا بالنسبة للإعلام.

أما بالنسبة لكيف أرى الصورة العالمية من التعقيد بحيث يخدع نفسه من يظن أنه يرى المستقبل رؤية واضحة، لكن الشواهد تدل في رأيي المتواضع على أمرين، أولهما محزن والآخر يسر، الأول عسر والثاني يسر في المدى القريب أتصور أنه الأخطار الجسيمة والأضرار كبيرة والمآزق متعددة وأبواب الشر مفتوحة.

أحمد منصور: أعوذ بالله، صورة سوداوية…

د. أحمد كمال أبو المجد: يعني على المتفائل إنه.. البينة على من ادعى التفاؤل.

أحمد منصور: لكن لابد أن نفهمها.

د. أحمد كمال أبو المجد: لابد أن نفهمها وإن نتعامل معها من هذه اللحظة لا من الغد، شوف حضرتك المجاهدون الوطنيون ليس من الخيارات المطروحة أمامهم الإحباط والتراجع، نحن في حالة رباط دائم، بمعنى أن لنا رسالة في الحياة يقوم بها الحاكم والمحكوم العلماء والطبقة الوسطى والفقراء والأغنياء، لا تتوقف لحظة من الزمان، هذه الأمة تعيش واقفة وتموت واقفة..

أحمد منصور: ما شاء الله.

د. أحمد كمال أبو المجد: ولابد أن يكون إحياء الهمة إحدى مسؤوليات جهاز الإعلام والثقافة والتعليم والشباب والتربية الدينية، في المدى الأبعد أنا أرى أنه الغرب ليس بغير مشاكل، عنده مشاكل كبيرة، وأتحدث من باب التمني أو المجتمع منحل لا، لأ، فيه آثار حتمية للرأسمالية في مرحلة التوحش، الآن النظام الرأسمالي العالمي في مرحلة توحش، القيم الإنسانية بتنضب وتخرج أصوات عاقلة تقول: أيها الناس أدركوا أنفسكم، لأن القادم خطير جداً وبالتالي عندي في المدى المتوسط والبعيد تفاؤل..

أحمد منصور: ما هو؟

د. أحمد كمال أبو المجد: مبني على أنه العقلاء في الدنيا يتواصلون، وانكسار الحواجز لحكمة يراها الله -تعالى- سيؤدي إلى فرصة أكبر للعقلاء ليوصلوا أصواتهم.

أحمد منصور: إحنا عايزين عقلاء الأمة أولاً..

د. أحمد كمال أبو المجد: عقلاء الأمة ولذلك أنا أقول نحن في معركتين.. في معركة داخلية نصلح فيها بيتنا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وثقافياً.

ليبدأ الأمر بفض الاشتباكات بين الشعوب والحكومات، بفض الاشتباكات بين التيار الإسلامي في عمومه والحكومات، بفض الاشتباك بين المثقفين أنفسهم اللي واقعين في حرب أهلية، حتى بعضها تجرد من.. من الأسس الأخلاقية، بعد فض الاشتباك يبدأ التعاون من خلال تنظيم مؤسسي ومن خلال أولويات للعمل الوطني في إطار مرحلة لها مطالب معينة، التاريخ معقد والمستقبل أشد تعقيد لأنه الحركة سريعة واتجاهاتها ليست دائماً واضحة

أحمد منصور: لكن نقطة الإصلاح والمواجهة تبدأ عادة من..

د. أحمد كمال أبو المجد: تبدأ عندنا، تبدأ عندنا، بعمل عندنا وعمل يتم عند الآخرين، هذه المعارك لا يستبعد أحدها الآخر أبداً، ما فيش هذا أم ذاك، هذا وذاك وذاك، اللي مش قادر يخوض المعركة يقدم استقالته من.. من.. من العمل العام كاتباً كان أو صحفياً أو وزيراً أو، لأن إحنا الآن في معركة شاملة، فليعلم أن الثمن كبير، لكن أيضاً نحن لسنا صفراً، والأمة ليست مفلسة، إنما إحياء الهمة بيضرب الطاقة في الألف، ويضاعف عدد الأوراق التي في يد، وبعض الأوراق تؤخذ من يد العدو.

أحمد منصور: يا سلام، عبد المسيح وزير من السويد، أخ عبد المسيح معنا

عبد المسيح: ألو.

أحمد منصور: اتفضل يا سيدي.

عبد المسيح وزير: ألو، مساء الخير.

أحمد منصور: مساك الله بالخير يا سيدي.

عبد المسيح وزير: أعزائي، كنت بأحب أسألكم سؤال، فيه كثير من عندنا المسيحيين صار لنا سنين.. سنين ندافع عن الإسلام بس اللي يشوف الآن من جهة (الجزيرة) وعدة محطات هي هجوم على المسيحيين، الإحباط الآن اللي يصير في البلاد العربية في كثير من برامجكم وخاصة لما تقابلون يمكن مع طارق السويدان وغيره، كل الأخطاء اللي الآن بتصير في البلاد العربية يقع اللوم على المسيحيين، أريد أسأل حضرتك، وضيفك الدكتور..

أحمد منصور: تفضل.

عبد المسيح وزير: ما هو رأيكم إنه الآن فيه كثير ناس يقولوا الإحباط اللي يصير في البلاد العربية راح يؤدي إلى نوع من الخطر على المسيحيين وفي نفس الوقت راح يؤدي إلى كراهية أقوى، فالخطر هو ليس الحركة الصهيونية، الحركة الصهيونية الآن نحن المسيحيين ضدها، وفيه كثير مسيحيين أوروبيين وضد الحركة الصهيونية، بس اللي بيصير الآن إنه عدة برامج حتى حضرتك سيد أحمد وغيرك وكوثر البشراوي تصرون في برامج…

أحمد منصور: لأ حضرتك أيه؟ قول لي حضرتي أيه لأ؟ ما ترميش علي اتهام بدون دليل.

عبد المسيح وزير: لأ حضرتك قبل سنة استضفت في البرنامج مع طارق سويدان، وطارق سويدان الفشل الفظيع اللي صار في الكويت

أحمد منصور: لأ أنت عفواً.. عفواً سيدي عفواً، أنت الآن قلت شيء جميل جداً إحنا، لا تدخل لي في إطار أشياء محتاجة إلى تأكيد وإلى توثيق، أنا أعرف وأعي جيداً كل كلمة وكل ضيف أقدمه في هذا البرنامج، فلا تتقول علي، اسمعني فقط.. اسمعني، لا تتقول علي بأشياء، أنا إنسان عفواً.. عفواً يا سيدي، أنا أتيح المجال للدكتور ليعلق عليك

د. أحمد كمال أبو المجد: أنا أعلق الحقيقة

عبد المسيح وزير: لا.. لا شباط 21 برنامجك، برنامجك شباط 21

أحمد منصور: الآن اتفضل يا دكتور.

د. أحمد كمال أبو المجد: يعني أنا أريد أن أكون واضح وصريح جداً مع الأخ الكريم، لا تزال الغالبية العظمى من المسلمين في بلاد المسلمين خصوصاً التي يعيش فيها إخوة لهم مسيحيون يعرفون قدر المسيحي، وأنت كمسيحي عربي تعرف أن أهل الكتاب لهم في الإسلام منزلة من حاد عنها فقد حاد عن إسلامه، وتعلم أنك لو نظرت إلى القرآن الكريم ستجد أن محمداً الذي أوحي إليه وجاد بهذه الرسالة قال: إنه جاء بالقرآن مصدقاً لما بين يديه من الكتاب، وتعلم ما كان من موقف النبي -صلى الله عليه وسلم- من المسيحيين، وتعلم أن محمد ذكر

-عليه الصلاة والسلام- ذكر في القرآن 4 مرات فقط وأن عيسى عليه السلام ذكر 5 أو 27 مرة، مرات باسم المسيح بن مريم ومرات باسم عيسى -عليه سلام الله- وأن موسى النبي الذي.. هو نبي بني إسرائيل ذكر نيفأً و80 مرة، فلا يكون مسلماً حسن الإسلام من خدش هذه الوحدة أو مسَّ مسيحياً واحداً، ودعني أكون أكثر صراحة لأني أحب المسيحيين وأحب عيسى -عليه السلام- وأنهل من علمه وروحانيته ولطفه ورقته، وأتدين بما كان يتدين به وهو عبد الله ورسوله، هذا إيماننا نحن المسلمين، فإذا وجدت مسلماً لا يحترم عيسى ولا يحبه فاعلم أنه لا يحسن أن يحترم محمداً -عليه الصلاة والسلام- ولا يحب، العوج قد يوجد وواجبنا أن نحصره في نطاقه، وأن لا نقول.. وأن ينظر أحدنا إلى كلمته أين تقع، فيحول بين أن تمس مشاعر الإخوة المسيحيين، بل واليهودي، أنا في.. كنا في مجمع البحوث الإسلامية نضع بيان في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر فجرت كلمة اليهود عفواً، فقلنا لأ ترفع كلمة اليهود ويقال إسرائيل والصهيونية، لأنه ليس كل اليهود معتدين، أنا بين يدي الآن وأنا عائد من الولايات المتحدة خطبة ألقاها رئيس هيئة يهودية مضادة للصهيونية يسموها (ناطوري كارتا) وألقى محاضرة..

أحمد منصور: كان ضيفاً عندي في هذا البرنامج

د. أحمد كمال أبو المجد: عظيم جداً

أحمد منصور: يعني أنا في هذا البرنامج استضفت مسيحيين ويهود كثيرين جداً غربيين وكذا، يعني هذه الادعاءات للأسف أنا يؤسفني أنها ادعاءات غير صحيحة، الدكتور طارق سويدان كان ضيف عندي قبل 3 سنوات تقريباً، ولم يتحدث موضوع التعليم، فهذه مغالطة أنا أرد عليه فيها.

د. كمال أبو المجد: لهذا.. نعم أنت أدرى بالبرنامج، لكن أنا أريد أن أقول له أن علينا واجبان.. إن علينا واجبان:

الواجب الأول: أن نحن عرض بضاعتنا وأن يكون المسيحيين مسيحيين أفضل وأن يكون المسلمون مسلمين أفضل، دي المهمة الحقيقة للموجهين الدينيين.

الأمر الثاني أن ندرك إن فكرة المؤامرة ليست خيالاً كلها، وإنما هناك تآمر لإشاعة الفتنة وأنا قادم من الولايات المتحدة، وحضرت اجتماع فيه بعض الإخوة المسيحيين فإذا باثنين منهم قالوا إن الأقباط في مصر مضطهدين وكذا وكذا وكذا، وكان معي الدكتور ميلاد حنا فاتفقنا أنا اللي رديت على السؤال قلت له حذار.. حذار أن يقع أحد منا في إطار الفتنة، ونحن قد يكون مما نحتاج إليه من الحوارات الداخلية حوار علمي حول هذه المسائل، والسائل الكريم قد يعلم إنه سنة 1911 حدث حوار علمي في أسيوط حول القضية، ولكن علينا أن نحذر بأمرين أن يقول أحدنا كلام فيه مساس بعقيدة الآخر، والأمر الثاني: أن يستخدم أحدنا بحسن نية في إشاعة وضع ليس قائماً وأنا أؤكد لك أنه.. هذا المعنى

أحمد منصور: إحنا نؤكد على كلامك يا دكتور، ونحن في (الجزيرة) لا نسمح مطلقاً بأي شيء من أشياء، فأي تناول الحقيقة.. حتى الشخصيات لا نسمح بها، فكيف بالأديان؟ هذه ادعاءات كاذبة

د. أحمد كمال أبو المجد: أنا يعني كمشاهد لقناة (الجزيرة) أنا شخصياً ما شاهدت كل شيء، إنما لم أشهد أي إساءة بالإخوة المسيحيين

أحمد منصور: لا.. لا نسمح بهذا، بالعكس ولنا أصدقاء مسيحيين نتزاور معهم ونتحدث معهم وعلاقات قوية..

د. أحمد كمال أبو المجد: أنا يعني أتكلم في أمور شخصية أنا لي صديق عزيز جداً وهو من كبار رجال القضاء في مصر، كان تلميذاً لي، هذا الأخ العزيز جداً في كل مناسبة إسلامية ومسيحية يرسل لي كعكاً، كانت والدته- عليها رحمة الله- ترسله فلما توفيت ظل يرسله، قلت له يا فلان يعني كنا بنقبله لأنه من صنع الوالدة…

أحمد منصور: شكراً جزيلاً لك وأعتذر للأستاذ ياسر النحلاوي (عضو مجلس الشعب السوري) حيث انتهى الوقت، وأعتذر إليك، أنا كما أعتذر إلى الأستاذة حياة الحويك عطية وهي مسيحية صديقة لي وأزورها في الأردن حينما أذهب أيضاً، أشكرك شكراً جزيلاً

د. أحمد كمال أبو المجد: أهلاً وسهلاً أهلاً وسهلاً، هذه محبة صادقة.. هذه محبة صادقة

أحمد منصور: شكراً جزيلاً يا دكتور، شكراً جزيلاً لك

د. أحمد كمال أبو المجد: أنا اللي شاكر

أحمد منصور: كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من القاهرة والدوحة، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من القاهرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: الجزيرة