مقدم الحلقة: أحمد منصـور
ضيوف الحلقة: بن برادشو, وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية
– أسباب صمت الغرب تجاه المجازر الإسرائيلية
– المسؤولية البريطانية في تسليح إسرائيل
– المسؤولية التاريخية والأخلاقية البريطانية تجاه ما قدمته لإسرائيل
– العلاقة البريطانية الأميركية وتأثيرها على السياسة البريطانية في المنطقة
(مداخلة)
حياة الحويك عطية (كاتبة وباحثة في جريدة الحياة: مساء الخير أستاذ أحمد.
أحمد منصور: مساكِ الله بالخير.
حياة الحويك عطية: لو سمحت لي أنا أريد أن أثير نقطتين.
أحمد منصور: اتفضلي.
حياة الحويك عطية: ونقطتين في إطار ما يحرك المواقف في العلاقات الدولية في السياسات. ما يحرك المواقف هو نقطتين. الأولى: هي المصالح دون شك، والثانية: هي القيم، ولكنني سأبدأ بالقيم. السيد الوزير تحدث عن قيمة الحياة الإنسانية التي هي واحدة، عن قيمة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. أنا أسأله ببساطة في موجز الأخبار الذي رأيناه قبل دقائق من الآن أين كانت قيمة الحياة الإنسانية؟ قيمة الحرية بالنسبة لشعب فلسطيني؟ قيمة حقوق الإنسان؟
وعندما أصل إلى قيمة الديمقراطية أطرح عليه سؤالاً، هل أن المجموعة الأوروبية في الافتراق الذي شاهدناه بين موقف الشارع وموقف البرلمانيين من جهة هذا بيان البرلمانيين، وموقف الحكومات الذي اختلف كلياً عن موقف البرلمانيين والشارع تراجع سواء بتأثير ضغوط أو بتأثير حسابات أخرى. هل اقتربت المجموعة الأوروبية من الدول اللاديمقراطية؟ بمعنى عدم استجابة القرار الحكومي للقرار البرلماني الذي يمثل الشعوب؟ هذا هو سؤالي الأول.
سؤالي الثاني متعلق بالمصالح: كولن باول عام 1990م عارض الحل العسكري في الخليج وبرر ذلك بخوفه من تنامي الكراهية في العالم العربي وتأثير ذلك على المصالح الأميركية، ومثله أيضاً كتب وصرَّح (جون بييرشوفينمو) الذي كان وزيراً للدفاع في فرنسا حول الخوف من تنامي، الكراهية سواء في تأثيرها على المصالح الأوروبية في العالم العربي، أو فيما قاله من أن الاضطراب والكراهية اللذان يمكن أن ينشئا على الشاطئ الشرقي للمتوسط لم يلبثا أن يعبرا إلى الشاطئ الغربي فيما لا يتحمله التوازن الهش للمجتمعات الغربية.
أنا أسألك السيد الوزير ألا تخشون الآن –نتيجة سياساتكم في الشرق الأوسط، نتيجة هذه المجازر، هذا الهولوكست الفلسطيني، والتلويح بهولوكست عراقي ألا تخشون من نمو منسوب الكراهية، وما يمكن أن يؤثره على مصالحكم في الشرق الأوسط وفي العالم العربي تحديداً؟
أحمد منصور: شكراً لك.
حياة الحويك عطية: وأخيراً السيد الوزير مَنَّنَنَا بما مولته بريطانيا في بلادنا أو المجموعة الأوروبية، وأنا أسأل هل توازي المنح التي أُعطيت لنا ما نُهب من ثرواتنا؟
وأسأل سؤال ثاني بالنسبة للتمويل: كيف تبرر هذه الحكومات لدافع الضريبة الأوروبي ما يقتطع من رواتبه ومن دخله لتمويل مؤسسات البُنى التحتية للسلطة الفلسطينية ومن ثم تدميرها على يد الجيش الإسرائيلي؟ هذه أموال دافع الضرائب الأوروبي كيف سكتم عن تدميرها؟ كيف ستبررون ذلك؟
وأخيراً أرجو السيد الوزير أن يُجيب.. أن يجيبني بما يقنع لا بطريقة التهرب الدبلوماسي. النجاح في التهرب -يا سيدي- ليس نجاحاً في الإقناع، فأرجوك أن تقنعني، وشكراً.
أحمد منصور: شكراً.. معالي الوزير، أُعطي لك.. أُعطي لك المجال للإجابة على هذه التساؤلات سريعة الطلقات.
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور: معالي الوزير حياة الحويك سألتك عدد كبير من الأسئلة أتمنى باختصار شديد جداً أن تعطي إجابات كما طلبت هي ليست دبلوماسية وإنما يعني إجابات واضحة. تفضل.
بن براد شو: سوف أحاول.. المشكلة ليست التهرب، ولكن تذكر الأسئلة جميعها. لقد أخذت ملاحظة فإذا نسيت شيئاً ذكرني. أولاً بخصوص تدمير البنية التحتية التي دفعت لها الاتحاد.. دفع لها الاتحاد الأوروبي ومن حقه أن يطالب بالتعويض. نحن لم نسكت على ذلك. أما بخصوص
أحمد منصور: من الذي يطالب بالتعويض، عفواً.. واسمح لي هنا في قضية التعويض، يعني سبق وأنك أنت نفسك طالبت بعملية تعويض من الإسرائيليين عن بعض الأشياء التي دمرت للاتحاد الأوروبي، قريباً أنت الذي طالبت بعملية تعويض. من الذي يطالب بالتعويض عن.. عن.. عن.. يطالب بالتعويض عن أي شيء؟!! عن البشر الذين قتلوا؟!! عن البيوت التي سحقت؟!!.. يعني الآدمية سُحقت يا سيدي في المخيمات هناك!
بن براد شو: التي سألت سألت عن التمويل الذي قام به الاتحاد الأوروبي وهذا ما أريد أن أجيبك عليه.. حول مسؤولية الاتحاد الأوروبي في المطالبة بالتعويض، أما الفارق بين الشعب الأوروبي وبين حكومته فإنني أؤكد لها أنه بدون الاستثناء من خلال تجاربي أن الشعوب الأوروبية إذا كانت لا تحب حكومتها فستتخلص منها، هذه إحدى قيمنا الديمقراطية الكبيرة. إذا كبر الفراغ بين الشعب والحكومة فإن الشعب يطيح بالحكومة.
بالنسبة للنقطة الثالثة والتي أعتقد هي الأهم، أنا أعي جيداً مستوى الغضب في العالم العربي. لقد قضيت وقتاً طويلاً في العالم العربي، وأتحدث كثيراً مع السفراء العرب في لندن، وهم يؤكدون لي ذلك، ولكن التحدي كيف نصل إلى حل؟ ونحن نريد حلاً بنفس الرغبة التي تريدونها أنتم. نريد انسحاباً إسرائيلياً ووقفاً لإطلاق النار، ومحادثات من أجل قيام دولة فلسطينية نحن نقر بأن ذلك ضروري، ليس لمجرد أن ذلك سهل ولأن، ولكن لأنه حق من حقوق الشعب الفلسطيني في القانون الدولي.
المصدر: الجزيرة