اسرائيل والارهاب الدولي

صحيفة الدستور، 03-01-2002

في الوقت الذي تبلغ فيه حملة اللوبيهات اليهودية اشدها لاعتبار حركات المقاومة العربية، الاسلامية منها والقومية اليسارية حركات ارهابية، مما يؤدي ايضاً الى احراج الدول العربية الراعية للمقاومة، واعتبارها دولاً راعية للارهاب.

في هذا الوقت تتسرب، ومن الباب الضيق انباء من الولايات المتحدة الاميركية نفسها عن ان الشرطة الفيدرالية تحقق مع ناشطي رابطة الدفاع اليهودية حول اكتشاف خطط لتنفيذ اعمال ارهابية ضد مؤسسات وشخصيات عربية واسلامية في البلاد.

مجلس العلاقات الاسلامية الاميركية (كير)، يضع هذا الخبر على موقعه الالكتروني منذ اسبوع. ويحدد بشكل خاص ايرفنغ روبين، وهو من ابرز مسؤولي الرابطة.

واذا عدنا الى الوثائق، فاننا نجد ان الشرطة الفدرالية قد صنفت هذه المنظمة اليهودية، من عام 1980 الى عام 1985 “من بين المنظمات الارهابية الاكثر نشاطاً، ورغم الضغوط الهائلة التي مارسها اللوبي اليهودي (الايباك) لمنع هذا التصنيف فان الاف بي آي، عادت عام 1985 وحددت موقع الرابطة، في المرتبة الثانية في قائمة الجماعات الارهابية الاكثر نشاطاً.

ذاك ان الشرطة كانت قد سجلت 37 عملية ارهابية ارتكبتها الرابطة بين عامي 1977 و 1984 وبعد ذلك بعامين اعلنت الشرطة ايضاً ان الجماعات اليهودية المتطرفة مسؤولة عن 25 عملاً ارهابياً وقعت ما بين عامي 1980 و 1986 .

كذلك اتهمت وكالة اميركية فدرالية اخرى هي وزارة الطاقة، في تقرير اصدرته عام 1986 رابطة الدفاع اليهودية بقولها: “منذ اكثر من عشر سنوات ورابطة الدفاع اليهودية تمثل احدى اكثر المجموعات الارهابية نشاطاً في الولايات المتحدة الاميركية” وبعد ان يعدد التقرير أهداف عملياتها، يضيف: “كما نظمت ونفذت فروعها في فرنسا وبريطانيا وايطاليا واسرائيل عدة اعتداءات اخرى”.

واذا كانت كرونولوجيا العنف الارهابي لم تتوقف، وقد صدرت عنها دراسات كثيرة في التسعينات. فان الرابطة والمنظمات اليهودية المتطرفة تعود اليوم لتضع في يد الاعلام العربي والديبلوماسية العربية سلاحاً ساطعاً وقوياً في معركة الاتهام بالارهاب ورعاية الارهاب. خاصة ان صلة هذه المنظمات باسرائيل، بل وتبعيتها الكاملة لها، وتشكيلها على يد اجهزتها – كما أكد رئيس الموساد السابق عيزرا هاريل – وعملها بالتنسيق معها، يقول من هي الدولة الراعية للارهاب. حتى على المستوى الدولي.

فهل يستغل العمل العربي هذا المعطى الواقعي؟

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون