تقاطع

شؤون دولية، 26-11-2001

هل تتقاطع مصالح روسيا والولايات المتحدة في افغانستان، ام تفترقان؟ وهل تتقاطع مصالح الفصائل الافغانية ذاتها ام تفترق؟

ليس فقط المصالح المصنفة بحسب الاثنيات من طاجيك واوزبك وهراري وباشتون، وانما ايضا داخل كل فريق من هؤلاء؟

مستشار الاخضر الابراهيمي، بارنيت روبين يقول انه يسمع بتحركات قبلية لصالح السلام، وقبله كتبت فرانسواز شيبو، الصحفية الفرنسية الخبيرة في شؤون الشرق، ومن هناك ، من على ارض الباشتون تحليلا واقعيا قلما اورده غيرها، وهو ان جماعات طالبان يشكلون تمردا طبقيا على زعامات قبائل الباشتون التقليدية، انهم الطلاب الفقراء والمتوسطو الحال، الذين شكلوا حركة اتجهت ضد هذه الزعامات بقدر ما اتجهت ضد برهان الدين رباني، واذا كانت مقتضيات القوة والغلبة قد جعلت زعماء الامس يسايرون سيطرة الحركة، فان افول نجمها، يعني فرصتهم لاستعادة زمام الامور على الاقل في مناطقهم، خاصة وان زعاماتهم لا تقوم فقط على الاقطاعية التقليدية، وانما تتداخل فيها عوامل كثيرة، في مقدمتها امبراطوريات الافيون، التي اضطر بعضهم، لاجل الحفاظ عليها، ان يدفع مبالغ طائلة لطالبان .

والان، ربما جاء الوقت لاستعادة مراكز القوى بشكل او بآخر .

اما روسيا والولايات المتحدة، فاولوياتهما مختلفة، موسكو يهمها بالدرجة الاولى استعادة نفوذها في افغانستان، ولذلك دعمت رباني بمبالغ طائلة، ويأتي بالدرجة الثانية موضوع الاستقرار، لانه ربما تحقق في غير مصلحتها، ومصلحة المرتبطين بها .

اما واشنطن، فان اولويتها الاولى هي تأمين الاستقرار في هذه المنطقة المتصلة ببحر قزوين ونفطه، بجمهوريات اسيا وغازها، المنطقة التي تمر فيها انابيب النفط، والتي تصلح اطلالة على حدود الصين، وبرج مراقبة للسلاح النووي الباكستاني.

لذلك تتحمس واشنطن لحكومة وحدة وطنية، واذا كان فيها فريق يريد الاسراع في الاجهاز على اسامة بن لادن، للانصراف الى مناطق اخرى من العالم، فان الرأي الغالب يفضل التحرك بهدوء اكثر .

في ظل هذه الاجواء لا يبدو المؤتمر المؤجل للافغان واعدا بالكثير، وتعترف اوساط الامم المتحدة بان ديناميكية بلبلة وتفشيل تتفاعل على الارض، حيث تتفتت السلطةاكثر فاكثر، ويحاول جماعة رباني الافادة من ذلك، في حين تقف الامم المتحدة شبه متفرجة مع علمها بتمنيات الافغان وتطلعهم الى امن وسلام

وفي ظل هذه الاجواء كلها تشطب المواثيق الدولية، ويعترف الجميع بان لا معاملة للاسرى وفقها، بل مذابح وانتقامات، تضاف الى الظروف الانسانية السيئة.

ويظل الوضع الاسوأ هو وضع الافغان العرب، هؤلاء الذين ضللوايوما بحجة مقاتلة الكفر المتمثل في الاتحاد السوفييتي، وها هم الان لا يجدون من يأويهم ولو سجناء.

وتعود الى الذاكرة للقطة عبر احد التلفزيونات العربية خلال التحشيد لحرب الخليج، حيث عرض علينا فصيل افغاني، جاء ليشارك في التحالف الدولي ضد العراق، وعندما سأل المذيع احد مقاتليه لماذا جئت الى هنا؟ اجاب: لاقاتل الكفر، اجل ان صدام حسين كافر.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون