الرئيس الاميركي يعد بدولة فلسطينية وخطة سلام، ولكن بعد تطبيق خطة تينيت وميتشل ووقف العنف تماما ووقف التحريض تماما.
العودة الى ما قبل الانتفاضة، اذن!… بل الى ما قبل قبل الانتفاضة!
والدولة!
اية دولة؟
وبأية شروط؟
تلك المرفوضة في كمب ديفيد، ام تلك المرفوضة في سائر الكامبات من اوسلو الى القاهرة؟
الا يذكر ذلك بقصة وردت في احد كتب جماعة شاس اليهودية المتطرفة؟
تقول القصة: ان رجلا فقيرا كان يعيش مع زوجته واطفاله الخمسة في غرفة واحدة ضيقة ضاقت بهم الى حد جعله يذهب الى الحاخام شاكيا امره، فسأله هذا الاخير: هل تملك شيئا غير هذه الغرفة؟
فأجاب: حاكورة صغيرة فيها بقرة وماعز.
ارتاح الحاخام كمن وجد حلا، وقال:
– حسنا عليك ان تدخل الماعز لتعيش معكم في الغرفة.
لم يصدق الرجل اذنيه:
– كيف وهي لا تتسع لنا؟
– عليك ان تنفذ ما آمرك به فقط.
ايام قليلة ويعود الرجل بائسا حائرا فالماعز دمرت حياة العائلة، اكلت خضارها، بالت على اسرتها، رفست الاطفال… الخ.
ابتسم الحاخام وقال:
– الآن عليك ان تدخل البقرة.
جن جنون الرجل، لكن الامر الديني لا يرد. ولم يطل به الامر حتى عاد يصيح من مأساة وجود البقرة ويقول بأن اولاده قرروا الخروج الى العراء.
ابتسم الحاخام قائلا:
– الآن عد.. اخرج البقرة وعد الي بعد اسبوع.
مضى الاسبوع وجاء الرجل مرتاحا نسبيا، واعترف بأن الحياة في المنزل قد تحسنت.
قال الحاخام:
– الآن، اخرج الماعز وعد الي..
بعد اسبوع عاد الرجل مرتاحا راضيا يقول:
الآن اصبحت الحياة في البيت على ما يرام.. حمدا لله!
لكن هذه الحكاية تظل حكاية يهودية، وليس في اصرارها على ذهنية وسيكولوجية معينة، ما يجعلها صالحة للتحول الى حكاية فلسطينية حتى ولو كان مطلب العودة الى حدود الرابع من حزيران الذي يبدو منتهى الطموح تجسيدا لها.
حتى ولو كان مطلب الانسحاب من المدن – الرقع، التي اخلتها اوسلو تجسيدا لها.
حتى ولو كانت المطالبة التي تبدو مستحيلة بالقدس الشرقية تجسيدا لها.
حتى ولو كانت الحرب المعلنة على الارهاب مظلة وغطاءً يلفرضها حكاية عربية.