حرب الفاكسات!

المسألة الفلسطينية والصهيونية، 11-11-2001

ثمة تحولات في الرأي العام الاميركي تجاه اسرائيل، حيث تدور انتقادات غير مألوفة لسياسة الصديقة المدللة، في الاراضي العربية المحتلة.

ورغم كل اجواء »صراع الحضارات« التي يؤججها العنصريون وفي مقدمتهم اليهود تنشر صحيفة واشنطن غلوب يوم 2 نوفمبر الحالي خبرا عن مظاهرات نظمتها الكنائس المسيحية امام القنصلية الاسرائيلية في ولاية ماساتشوتس، مما اثار المنظمات اليهودية وجعلها تتهم الكنائس بالتحيز ضد اسرائيل.

وتنشر نيويورك تايمز بصراحة عن وجود انقسام في معسكر المتخصصين في قضايا الاسلام والشرق الاوسط بين تيار متطرف في موالاته لاسرائيل وعدائه للعرب والمسلمين، يقوده مفكرون مثل دانيال بيبس ومارتن كرامر، وتيار يدعو الى التعامل مع هذه القضايا بأسلوب اكثر تفهما ويقوده مفكرون من مثل البروفسور جون اسبوزيتو مدير مركز التفاهم الاسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون.

وليس السبب في ذلك فكريا انسانيا بحتا، وانما هو ذلك الجدل الواسع الذي يسود الرأي العام الاميركي حول اثر العلاقات الاميركية – الاسرائيلية على مصالح اميركا في العالمين العربي والاسلامي، جدل تحركه محاولة الاميركيين فهم اسباب توتر علاقة بلادهم بشعوب هذين العالمين وكراهية هذه الشعوب لهم.

واذا كان ثمة دور للمنظمات العربية والاسلامية في تفعيل هذا الجدل، وتدعيم التحولات الناجمة عنه، فان اول من يدرك ذلك، ويتصدى له هي منظمات اللوبي اليهودي الاميركي، التي تحمل اسماء منها ما يفصح عن طبيعتها، ومنها ما يموه هذه الطبيعة.

في هذا السياق نشرت صحيفة لوس انجيلوس تايمز ان حرب فاكسات اطلقتها منذ وقوع هجمات 11 ايلول، منظمات موالية لاسرائيل او منظمات يهودية من مثل »لجنة مكافحة التشهير« و»رابطة الدفاع عن اليهود« و»مركز ابحاث الشرق الاوسط«.

كذلك نشرت وكالة اسوشيتد برس يوم 22 اكتوبر، ان اكبر منظمات اللوبي اليهودي تخشى من ان تنامي اللوبي المسلم يشكل تحديا لعلاقة اميركا باسرائيل.

وعادت لوس انجيلوس تايمز لتنشر مقابلات مع مديري منظمات اللوبي الاسرائيلي، قالوا فيها انهم يتتبعون ما يصدر عن قادة المسلمين الاميركيين، وفي المساجد والانشطة الجماهيرية.

وقالت جيل جانز مديرة مركز المعلومات في لجنة مكافحة التشهير بان مركزها يقوم بحصر التصريحات لمعرفة متى واين تم التصريح بها ومن المسؤول؟

لماذا؟

جانز لا تخفي السبب ابدا بل تقول بوضوح ان ما يقوم به هؤلاء هو: »حرب عصابات كلامية للمساواة بين حماية الحكومة الاسرائيلية لمواطنيها والارهاب«.

وكرر اخرون انتقاداتهم لمسؤولي المسلمين الاميركيين بسبب عدم تأييدهم لاسرائيل..

الى جانب جانز، قاد هذا الهجوم المبرمج كل من دانيال بيبس مدير مركز ابحاث الشرق الاوسط في فيلادلفيا المعروف بولائه الشديد لاسرائيل، وستيفن ايمرسون الذي يقوم بتنسيق الحملة، ويقدم نفسه كخبير في مكافحة الارهاب، هو الذي اسرع عام 1995 بتوجيه الاتهام للمسلمين عن حادث اوكلاهوما.

غير ان المهم في هذه المعلومات التي تحملها الينا وسائل الاعلام، ليس ما تؤشر اليه من موقف، اذ انه من الطبيعي ان تشتد حملة تشويه الاسلام والعرب، مع تحرك حملة نقد اسرائيل والتحالف معها.

المهم هو ان هذه الانباء، تدلنا ببساطة الى الوسائل التي ينبغي على المنظمات العربية والاسلامية انتهاجها في تحركهم. وينبغي علينا نحن كدول وقوى ان ندعمها:

الرصد، الاحصاء، الدراسة، الفرز، البرمجة، الفاكسات، الصحف، الميديا، مد اليد الى القوى المتحولة باتجاهنا..

وتفعيل الخطاب الذي يركز على تناقض المصلحة الاميركية الشعبية مع مصلحة اسرائيل

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون