اجندة البند الواحد كما يريدها الغرب واللوبيهات اليهودية ام اجندة البنود الثلاثة كما يريدها امين عام الجامعة العربية؟
هنا يكمن لب التحرك الديبلوماسي والسياسي العربي، سواء فيما يخص الاحتلال الاسرائيلي، او الهجوم على الحضارة العربية الاسلامية وتشويهها. ويكمن لب التحرك الثالث الذي دعا اليه عمرو موسى اي تحرك »العقل والفكر«.
تحرك لا يجوز ان يظل على جميع هذه الاصعدة دفاعيا مهزوزا ينتظر ان »تقع الفأس في الرأس« ليصرخ ويبدأ البحث عن طبيب او عن حفّار قبور.
لنتجرأ ونقولها بصراحة، ان ابرياء ابراج منهاتن، لا يستحقون الموت ولا الرعب، وموتهم جريمة، ولكن كم هو عدد العمارات التي ابتلعتها الارض والقنابل الفراغية في بيروت خلال الاجتياح الاسرائيلي؟!
كم هو عدد الابرياء الذين ستتابعهم لعنة وقضاء اليورانيوم المخصب في جنوب العراق، لمئتي الف سنة قادمة؟!
كم هو عدد المباني والحقول والبشر الذين جرفهم الارهاب الاسرائىلي على امتداد نصف قرن؟!
ليقل جميع المسؤولين العرب مع فاروق الشرع، انه من العيب وصف مقاومي الاحتلال بالارهاب. وان حسن نصرالله وجورج حبش وابو علي مصطفى ليسوا ارهابيين الا اذا كان جورج واشنطن ارهابيا.
لنقل ان هذه المقاومة التي توحدت بتياراتها القومية واليسارية والاسلامية هي نموذج لتعددية سياسية وفكرية ودينية تندرج ضمن اطار نضالي واحد تحدده الارض الواحدة المهددة بالاحتلال والشعب الواحد المهدد بالاحلال، وضمن اطار حضاري واحد هو اطار الحضارة العربية الاسلامية التي لم تعرف تعبيرات اصولية غريبة عنها الا نتيجة ظلم الغرب من جهة وتواطؤه من جهة اخرى.
فالوجه الصهيوني من الغرب هو وحده الذي له مصلحة في طرح اصولي ديني متطرف، سماحة الدين براء منه.
الوجه الصهيوني هو الذي يستفيد من الوصول الى مقولة بسيطة: اذا كان ثمة جبهة اسلامية اصولية، بصرف النظر عن تعدد الاوطان والامم والقوميات وجبهة مسيحية غربية متطرفة بصرف النظر عن تعدد الاوطان والقوميات فلماذا لا يقبل الجميع بتجمع يهودي واحد ومتطرف بصرف النظر عن تعدد الاوطان والامم والقوميات.
العقل والفكر اللذان يطالب بهما عمرو موسى، يقتضيان منا ان نقول ونفند امورا كثيرة منها ان الغرب المسيحي لم يكن يوما جبهة واحدة فهو الذي فجر بين قومياته حربين عالميتين دمرتا الانسانية وهو الذي حين جاءنا غازيا صليبيا، ذبح الرهبان والمسيحيين العرب الذين لجأوا الى الاديرة في فلسطين وهو الذي اذا ما توحد اليوم ثقافيا فحول علمانية بحتة لا علاقة لها بالدين.
ومنها ان هذا »العالم الاسلامي« ليس ايضا واحدا كجبهة، وطالما دارت الحروب في داخله ولنطرح السؤال عما قدمه لفلسطين.
لم يكن هذا او ذاك واحدا لانها طبيعة المصالح القومية وتعدديات الشعوب واذا كان لذلك تجليات سلبية كالتي ذكرنا فان له تجليات ايجابية تعود الى طبيعة الحياة.
طبيعة الحياة هذه تقول ايضا ان الذين يتجمعون في واحد ليسوا واحدا فاليهود ليسوا شعبا انهم مجرد عناصر من شعوب يدينون بدين واحد ولا مبرر لا لتجمعهم ولا لمصادرتهم ارض شعب حقيقي على تعدد اديانه.