بن لادن، الحقيقة الممنوعة

صحيفة الدستور، 22-10-2001

هذا العنوان، هو عنوان كتاب يشغل الاوساط السياسية في فرنسا والعالم هذه الايام. ليس فقط لان الموضة هي موضة بن لادن، بل لما في الكتاب وحوله وامامه من اشارات خطرة.

اشارات تبدأ من مؤلفه »او احد مؤلفيه« ويدعى جان شارل بريزار الذي يبلغ الثالثة والثلاثين من العمر وتقول سيرته انه عمل فور تخرجه من كلية الحقوق في اساس لصالح برلمانيين امريكيين مكلفين بشؤون الدفاع.»والذي يعرف كلية اساس يعرف نفوذ اللوبي اليهودي فيها« وبعدها عمل مساعدا برلمانيا مع نواب من حزب التجمع لاجل الجمهورية، وعرف بقربه من وزير الداخلية شارل باسكا. حيث اسس من مؤيديه من الشباب حركة »جمهورية ومستقبل«.

ومن ثم التحق برئيس محكمة مكافحة الارهاب قبل ان يستقل ويؤسس جمعيته الخاصة للتحقيقات باسم »شبكة المعلومات الدولية«.

واذا ما انتقلنا من صاحب الكتاب الى مصدر المعلومات المعلن، فهو: ملاحظات لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، سي اي ايه، وسجلات التجارة، و…. »التقرير حول المحيط الاقتصادي لاسامة بن لادن« هذا التقرير الذي يقع في 56 صفحة، والذي كان سريا مغفلا من التوقيع، عندما سلمه جاك شيراك لجورج بوش بعد ايام من احداث 11 ايلول، ثم تسرب للصحافة وتبين انه يحمل توقيع بريزار نفسه. الذي صرح قائلا »جهاز امن فرنسي امرني بهذه الدراسة عام 1996«.

بعد هذا التأسيس التعريفي نصل الى مضمون الكتاب، واذ هو محاولة واضحة لتوريط العربية السعودية اولا، والامارات العربية المتحدة ثانيا، وليبيا ثالثا.

ويتخذ لذلك محورا شخصيا يتمثل في المصرفي الخليجي المعروف خالد بن محفوظ البالغ من العمر 73 عاما، والذي ارتبط اسمه باسم بنك الاعتماد والتجارة العالمي »B.C.C.I« الذي حل عام 1991 اثر تهم تتعلق بتمويل صفقات تسلح.

واذ يطلق الكتاب على خالد بن محفوظ لقب »مصرفي الرعب« فانه لا ينسى ان يذكر بانه ابن مؤسس اول بنك في المملكة العريبة السعودية، وان هذا البنك يمول جمعيات خيرية هي بمثابة قناع لتنظيم القاعدة.

وفي توضيح لسبب عدم نشر هذه المعلومات قبل الان، يعرض الكتاب الى الضغوط التي مارسها الديبلوماسيون الامريكيون على الشرطة الفيدرالية كي لا تمضي في تحقيقاتها حدا يزعج الدول الصديقة، خاصة النفطية العربية، وكذلك بتأثير الشركات النفطية الكبيرة القريبة من جورج بوش.

كذلك يكشف عن ان اول امر اعتقال بحق ابن لادن صدر في ليبيا في 15 نيسان 1998 بتهمة قتل المانيين تبين انهما عميلان سريان لالمانيا الفيدرالية مسؤولان عن مكافحة الارهاب في افريقيا السوداء لكن اي امر اعتقال لم يصدر ضده بعد حادث الظهران في السعودية – يستطرد الكتاب- لماذا اذن هذا الالحاح على السعودية، والاشارة للامارات، في وقت تتصاعد فيه حملة اعلامية عالمية ضد الاولى، تجعل محطة البي بي سي تخصص برنامجا كاملا قبل يومين للحديث عن البطالة ومشاكل التعليم والازمة الاقتصادية والحريات في الاولى؟

وفي الوقت الذي تستغل فيه اسرائيل برنامجا فكاهيا بسيطا، يقول ما يقال في الازقة كل يوم لاثارة حملة اتهام باللاسامية ضد الامارات، لا تذكرنا الا بتلك التي اثيرت ضد سوريا بحجة تصريحات اطلقها رئيسها، لكن السبب الحقيقي كان يكمن في اتضاح توجهات العهد الجديد فيها.

وتذكرنا اذا ما عدنا اكثر الى الوراء بالحملة الاعلامية ضد العراق اواخر الثمانينات فهل اكلنا كلنا يوم اكل الثور الابيض؟

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون