استعصاء.. ولكن!

المسألة الفلسطينية والصهيونية، 04-09-2001

الارض والانسان…

بين محاولات احتلال بيت جالا والخليل، والانذارات الضمنية باعادة احتلال بيت لحم، وبين احتلال صاروخ لجسد شهيد اثر شهيد. ثمة حقيقة صارخة، هي استعصاء الروح واستعصاء التاريخ على الاحتلال. وطالما بقيت الروح تتأجج وتخصب وظل التاريخ رصيد شحن وشهادة هوية وبصمة وثيقة تظل كل الاحتلالات طارئا مؤقتا مهما طغى وتجبر وبدا ساحقا ونهائىا.

وتكون صورة ابو علي مصطفى التي ارتفعت في مظاهرات جنوب افريقيا رصيدا اخر يضاف الى الرصيد الذي نواجه به حقيقة العنصرية الاسرائيلية بل والصهيونية واليهودية.

مواجهة قد يساعد فيها التصعيد الاسرائيلي في الارض المحتلة، على رفع القناع عن التناقضات الاساسية التي تقوم عليها هذه الدولة، وحركتها العنصرية: الصهيونية.

تناقضات اولها ان اسرائىل دولة تقوم على احادية الاثنية وتستند الى تيار عالمي يقوم على التعددية الاثنية والدينية ويعلن رفضه لكل احادية.

وثانيها ان اسرائيل دولة لا تستطيع في اساس نهجها ان تكون ديمقراطية لان الترجمة العملية لمبدأ الاختيار الالهي وقسمة البشر الى: اخيار واغيار، هي نظام يقيم ديمقراطية خاصة باليهود وتمييزا قانونيا اداريا لا يمكن له الا وان يناقض مفهوم الديمقراطية القائم على المساواة بين كل انسان وانسان والا وان يناقض مفهوم حقوق الانسان لان الانسان في اليهودية والصهيونية هو اليهودي فقط.

والتناقض الثالث هنا هو ان هذه الدولة اللاديمقراطية بحتمية طبيعتها تقدم نفسها عالميا على انها واحة الديمقراطية وتستند عالميا الى تيار الديمقراطيات الغربية التي تدعمها بحجة التماثل.

اما التناقض الثالث فهو ان اسرائىل قد بنيت على ما سمي »حق العودة« الذي منح لكل يهودي بناء على وجود عابر مر على انتهائه الفا عام وفي الوقت نفسه يكون اول ما ترفضه اسرائىل هو »حق العودة« لمواطنين فلسطينيين مر على وجود شعبهم على هذه الارض اكثر من خمسة الاف عام ولم يتركوه عنوة الا منذ خمسين سنة.

تناقضات لا معنى ولا تفسير لها الا اساطير الاختيار، الوعد الالهي، الابادة اليشوعية، والاساطير الحديثة خاصة اسطورة الهولوكوست.

اساطير، تجسد الممارسات اليومية روحها وتجلياتها العنصرية العرقية هذه التجليات التي لم تقصر الادبيات والاعمال السياسية الصهيونية في التعبير عنها وبمئات النصوص سواء الصادرة عن اليمين او عن اليسار الصهيونيين.

تجليات تناولتها بابحاث دقيقة وشاملة الندوة التي عقدها مؤتمر الاتحاد العام للكتاب العرب في دمشق بحيث شكلت مواد مرافعة اتهامية بليغة تفضح عنصرية الصهيونية.

ولكن ما يمكن ان يتمناه كل من شارك في هذه الندوة او راقبها هو لو ان هذه الابحاث وهذه الخطب توجه الى الرأي العام الغربي بل وحتى للرأي العام العربي بشكل اكثر توسعا وتعميما.

ولذلك، كنا نتمنى عمليا لو ان وسائل الاعلام تتناول مجموع اعمال هذه الندوة وتحولها الى برنامج اعلامي باللغة العربية واللغات الاجنبية الحية.

علما بأننا كنا نتمنى لو ان الندوة عقدت قبل فترة من مؤتمر جنوب افريقيا وتمت ترجمة ابحاثها وتوزيعها في دربان.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون