طلب الصانع يطلب زيارة مفاعل ديمونا للتأكد من عدم تسرب الاشعاع النووي الى سكان النقب.
والوزراء الاسرائيليون يصيحون بان دخوله الى هناك، هو بمثابة دخول عرفات.
هذا في معاريف
اما على موقع الانترنت الخاص بصحيفة لوموند الفرنسية، فندوة هامة حول عرض كتاب نورمن فنكلشتاين »صناعة الهولوكوست« لا تتركز على مضمون الكتاب بقدر ما تتركز على هدفه، كما يحدده طارح الموضوع الذي يستشيط غضبا من اقدام الفناك على عرض كتاب يمثل، كما يقول: »مشروعا يسمح لفلنكشتاين بتحقيق هدف اول: تجريم دولة اسرائيل، اذ ان نزع الصفات الخصوصية لطبيعة الشواه، يؤدي دون صعوبة الى تجريم دولة اسرائيل، على اساس انها بنت بقاءها على تاريخ محرف سمح لها بتحييد اعدائها عبر اشعارهم بالذنب.. وهذا هو طرح شائع في الدعاية الفلسطينية التي يساهم فيها فنكلشتاين«.
ما العلاقة بين ما اوردته الصحيفتان؟ العلاقة المباشرة اولا، هي ان الكتاب المعني يناقش قضية السلاح النووي الاسرائيلي: ليس فقط امتلاكه وانما بقاءه خارج اطار الرقابة الدولية ويدلل على ان وسيلة فرض هذا التجاوز على العالم وقبوله به، انما يستند الى قصة الشواه التي تستوجب من اليهود ايجاد »دولتهم« وحماية انفسهم فيها، بشتى الوسائل.
والوجه الثاني في العلاقة هو ما ورد في احدى المداخلات في الندوة المذكورة.
»اكلما قلنا ان الجنون ادى الى عدد اكبر من الموتى، كما اصبح مشروعا استعمار فلسطين«؟
الاوروبيون هم في اوروبا في اوطانهم حتى ولو كانوا يهودا، واذا كان حاكم معوق قد لجأ الى تصفية خصومه فان ذلك لا يوجب على هؤلاء ان يذهبوا لاستعمار بلد آخر، ويضطهدوا بشرا آخرين.
لقد كان الشاذون جنسيا هدفا لهتلر فاي بلد علينا ان نعطيهم؟
هل يتوجب ان نرسل مسلمي يوغوسلافيا لاستعمار مكة؟
لا انهم اوروبيون، ومن الطبيعي ان يتمكنوا من العيش بسلام في اوروبا كذلك اليهود الالمان، الفرنسيون، الروس.. الخ، لهم ملء الحق ان يعيشوا في اوروبا ويتمتعوا بحماية حكوماتهم، لا ان يستعمروا الشرق الاوسط«.
لكن المداخلات الاخرى تعود لتؤكد على حق »الناجين« في دولة، وعلى ان فنكلشتاين اليهودي يتميز بكره الذات الذي بات يعني كره اسرائيل، وذاك ما تعني مشروعيته نزع طبيعة الشواه عنها، وتقديم الناجين كاناس لا يستحقون وطنا.
والسؤال هنا: اوليس طلب الصانع واهل النقب، وسائر الفلسطينيين الباقين في فلسطين »ناجين« من الشواه الاسرائيلية؟
وهل من استكمالات الشواه، ان يقضى عليهم بتسربات مفاعل ديمونا، الذي يضمن سلامة المحتلين؟
واذا كانت احدى المداخلات تتساءل:
حين تقع طائرة افلا يطالب اهالي الضحايا بتعويضات؟
فان الطائرة الصهيونية لم تقع علينا نتيجة خلل »الشواه« بل هي طائرة عسكرية، كانت تجهز حمولتها وصواريخها وقنابلها منذ قرن، ووجدت في ادعاءات الشواه وسيلة لتجريم العالم، واسكاته عن جرائمها، وبذا يكون للضحايا الذين وقعت عليهم حق، يتجاوز حقوق ضحايا الصدفة.
حق يتمثل اولا في وطنهم، وثانيا في كونهم »ناجين« لهم التعويض عن كل من لم ينج وحق انساني، ابسطه عدم التعرض لاشعاعات نووية.
علما بان السؤال الاخطر هو: الا تتجاوز هذه الاشعاعات النقب الى مناطق عربية اخرى؟
والى متى تظل اسرائيل النووية فوق الرقابة؟ الى متى تصمت دولنا عن هذا الموضوع الخطير؟