90% من الاسرائيليين، يشعرون بالقلق الشديد، ازاء المستقبل، كما جاء في استطلاع معاريف في بداية الاسبوع الماضي.
بسبب هذا القلق، لم يعد لدى شارون من اولوية الا الرأي العام الداخلي، بحسب مجلة لوبوان الفرنسية.
مأزق.. لكن ثمة مأزق آخر ـ بحسب صحيفة اخرى، وهو ان الرأي العام الدولي اخذ يتغير ويتشدد ازاء اسرائيل، ولذلك امتنع شارون عن اي تصريح بشأن السياسة الخارجية وترك ذلك لوزير خارجيته الذي يعرف كيف يظهر بمظهر »المعتدل«.
كما جاء محرر خلصنا من عبادات التضحية في المعبد، نحن الآن بحاجة الى مخلص يخلصنا من عبودية المناطق المحتلة والمستوطنين، هذه المصيدة التي وقعنا فيها.. يحررنا من لعنة »ارض اسرائيل، و»قبور الاجداد«… »لقد بدأت قوانا تخور« يصيح مائير شاليف في مقال هستيري ارسله لنيويورك تايمز..
»الم يحن الوقت للتفكير بالهجرة الى بلد آخر؟«، يسأل صحفي ايطالي مقيم في القدس صديقه الاسرائيلي.
»الفلسطينيون هم ابناء السكان الاصليين لاسرائيل التوراتية، الشعب الاصلي الذي اعتنق الديانة المسيحية والاسلامية، وبقي في الارض المقدسة منذ ابد الدهر«.
يكتب اسرائيل شامير في مجلة ميديا مونيتور نيث.
»حين ينغمس شعبك في الاعمال الوحشية ضد الآخرين، فلا بد ان ترتد القسوة والحقد الى الداخل، الى مجتمعك ذاته« يكتب احد الحاخامات في لوس انجيلوس تايمز.
هذا على المقلب الاسرائيلي والدولي اي »الآخر«.
اما على مقلبنا نحن، فحزب الله يعلن انه ليس داعما للانتفاضة بل شريكا فيها، ان صواريخه جاهزة وقادرة على ان تصيب 5ر2 مليون اسرائيلي في حين تلوح تشرين السورية بولادة مقاومة مسلحة في الجولان، هل يعني ذلك ان كل المشهد قد تغير، وان احلامنا القومية في التحرير والسيادة ستتحقق مع صدور هذه السطور؟
ثمة 10% من الاسرائيليين ما يزالون متمسكين بعنادهم، والتسعون بالمئة القلقون الخائفون، هم المرشحون اكثر للوحشية والايذاء.. لكنهم المرشحون ايضا للهجرة المضادة »عدا عن المتوقفة« ولتغذية شروخ الانقسامات في تجمع لم يصبح بعد مجتمعا، لانه »ما يزال في مرحلة الولادة، والولادة دائما صعبة« كما قال شيمون بيريز في كتاب »حوار طويل« عام 1996.
ثمة خطر من ان يقود »القلق الشديد« شارون الى مغامرة عسكرية مجنونة، وان تنجح ديبلوماسية الثعلب المخملي القفازات والابتسامة الكاذبة، مع دعم اللوبيهات اليهودية في لجم القرار الدولي.
ثمة اعلام غربي، لا ينشر فقط مقالات كالتي ذكرنا، لكن فيه من هو صوت اسرائيل ولوبياتهاتها.
ثمة من يجيب على سؤال الصحفي الايطالي، بأن الوقت لم يحن بعد للهجرة المضادة.
ولكن، اهو شيء غير السذاجة ذاك الذي يجعلنا نتوقع تغيرا اكبر من هذا، او شيء غير التآمر على الحقيقة، تخاذلا او طمعا ذاك الذي يجعلنا نقلل من قيمة هذا التحول المذهل؟
تحول سريع، اذا ما التفتنا الى تاريخ نضالات الشعوب وتضحياتها، حتى عندما لا يكون محتلها بشراسة عدونا وامتداداته الدولية.
تحول يشكل ـ ولأول مرة في تاريخ صراعنا ضد الصهيونية ـ الفاتحة الصحيحة التي يمكن ان توصلنا الى ساحة الشمس.
لكن كل شيء يظل مرهونا باستمرار الانتفاضة.. ويرتد عكسيا ان نجح اجهاضها.