في خبر نشرته ديرشبيغل الالمانية، ان اسرائيل قدمت احتجاجا لدى المجموعة الاوروبية، لأن المناهج التعليمية التي مولتها هذه الاخيرة لدى السلطة الوطنية الفلسطينية ما تزال تتضمن عداء ضد اليهود ودولتهم.
وعندما كانت المفاوضات قائمة بين اسرائيل وسوريا، وسربت الصحافة بنود الاتفاق المقترح من الجانب الاسرائيلي كان احد اكثر البنود اللافتة للنظر هو مطالبة المسؤولين بتعديل مناهج التعليم، لحذف وتغيير اية اشارة الى العداء. وجعل هذا المطلب متقدما على مطلب الرقابة على وسائل النشر والابداع للغاية ذاتها.
في دافوس، كان شيمون بيريز يركز على تعديل المناهج التربوية، وان بحجة التحديث والتطوير.
حتى في ستوكهولم، عندما عقدت المنظمات اليهودية العالمية، في العام الماضي مؤتمر دوليا للرد على الزعزعة التي راحت تصيب اسطورة الهولوكوست، البقرة الذهبية الحلوب، كانت التوصية الرئيسية للمؤتمر هي مطالبة الحكومات الاوروبية بادراج تدريس الهولوكوست ضمن المناهج التربوية سواء في التاريخ او في الاداب والفنون، والحجة ان الاجيال الاوروبية الجديدة لم تعد تعرف شيئا عن هذه »الجريمة«.
اذن.. ممنوع على الآخرين ان ينسوا، وممنوع علنيا ان نتذكر.. وفي الحالين، تتكفل مناهج التعليم بتنفيذ الخطة الصهيونية، وصياغة وتشكيل البشر وفق متطلباتها.
متطلبات تتناغم لتصب في هدف نهائي واضح ومعلن، اغتصاب بلادنا، والسيطرة على العالم انطلاقا منها.
هدف لا تكفيه في المدى البعيد، سطوة اللوبيات السياسية والاقتصادية، لا ولا القوة العسكرية المتفوقة الساحقة، اذ ان من شأن تعاظم هذه السطوة، وبمضمون حس التفوق والغطرسة الذي يطبقها ويؤسس لها، ان يؤدي في النهاية وفي كل مكان من العالم، الى تشكل رفض وردة فعل لا تضمن نتائجها، خاصة اذا ما استمرت شعلة المقاومة لدى الفلسطينيين، وتمكنت ان تمد نارها، بشكل او بآخر، عاجلا ام آجلا، في مداها العربي.
لذلك لا بد ان تفقد الاجيال العربية ذاكرتها، لتفقد معها محرض رفض النير الاسرائيلي، وتحل محله حالة رضى وقبول وتبعية واستكانة الى العبودية.
هذا في حين تصاغ ذاكرة الاجيال الاوربية والغربية الاخرى، على عقدة ذنب اخرى، ومفاهيم مشوهة تهيئها بدورها للقبول، ولعدم اتخاذ اي موقف مضاد.
والمنطلق مناهج التعليم..
لذا تشكل هذه الساحة هاجسا اساسيا لدى حكيم من حكماء صهيون هو شيمون بيريز، هاجسا لا يقل الحاحه عليه من هاجس شغله قبل نصف قرن، وتمكن من تحقيقه على ارض ديمونا.
ولذا نفهم قضيتين ملازمتين تماما لهذا الهاجس:
1 ـ دور التمويل الاجنبي في الضغط والاشتراط، فاذا كانت اسرائيل تتدخل في تمويل مجموعة اوروبية، لدولة فلسطينية، فكيف الحال عندما يكون التعامل بين مؤسسات ودول وافراد لا يحملون الا معدة مطاطية فارغة. 2 ـ التركيز المحموم الذي تبديه هذه المؤسسات والدول على عنصر الشباب، في منطقتنا.
ويظل السؤال: ماذا نفعل نحن؟ كيف نواجه كل ذلك؟