أن تتصل بك وكالة أنباء معروفة، لتأخذ تصريحاً تعطيه انت بمنتهى الدقة لحساسية القضية المعنية، لتجد في اليوم التالي، ما قلته وقد نشر في الاذاعات والصحف الاجنبية، والعربية بشكل محور، لشيء يدفعنا الى التساؤل الخطير حول مصداقية كل ما نتلقاه من وسائل الاعلام.
وان تلجأ صحفية اسرائيلية الى تزوير كلامك، واضافة اشياء اليه وصياغته بشكل تحريضي اتهامي، لشيء يصب في خط التزوير والتحريف الذي يشكل ثمة الدعاية الصهيونية.
هذا ما حصل لتصريح اعطيته لوكالة اسوشيتد برس في عمان، حول الندوة المقررة في رابطة الكتاب الاردنية لهذا اليوم، بعنوان:
»ما الذي جرى لمؤتمر بيروت؟ حول المراجعة التاريخة والصهيونية«
فقد اتصلت بي زميلة موثوقة، ووجهت الي بضع اسئلة في اجابتي عليها على أن ما دعتنا إليه رابطة الكتاب الأردنيين هو ندوة داخلية لا مؤتمرا وعلى ان المنظم للنشاط هو رابطة الكتاب الأردنيين بهيئتها الادارية وليس أي شخص آخر وبالطبع لستُ انا. لاجد الصحافة الاسرائيلية ، وتحديدا هاآرتس تركز على لسان الاسوشيتد برس ولساني ان ما يعقد مؤتمر وانني احد المنظمين، وبهذه الصفة اصرح بأن” الدولة حذرتنا وأننا لن ننحني أمام أي ضغط في حين ان ما قلته هو أن الجهات الرسمية بعد أن تم توضيح الامر من جانبنا طلبت الينا تأجيل الندوة، وعندما اجبنا بأننا نحن كمدعوين لا نملك لا هذا ولا ذاك تم التنسيق بين وزير الثقافة والهيئة الادراية للرابطة، التي اتخذت قرار التأجيل الى يوم الاحد وابلغتنا به.
اما التحوير الغريب فلحق ما قلته ردا على سؤال عن مضمون المداخلة التي ساقدمها يوم الاحد.حيث أجبت بالتحديد:
نبدأ من العنوان:
ان عنوان ندوتنا هو “ما الذي حصل في بيروت حول ندوة الصهيونية والمراجعة التاريخية”؟
وارجو التركيز على ذلك لان وسائل الاعلام المتصهينة قد حورت وشوهت العنوانين لتقول انهما فقط عن “نفي الهولوكوست” علماً بان ذلك غير صحيح.
ولذلك سأتناول 3 نقاط:
1- خطورة سابقة التدخل الاجنبي، بل واليهودي المؤسساتي المكشوف لاجبار حكومة عربية على منع نشاط ثقافي بحتي على ارضها (اياً يكن موضوعة)، وذلك لان الحملة ضد مؤتمر بيروت بدأت بخبر وزعته وكالة رويترز مفاده ان رئيس المجلس اليهودي العالمي طلب من رئيس الحكومة السويدية بصفة بلاده رئيسة للمجموعة الأوروبية التدخل لدى الحكومة اللبنانية لمنع المؤتمر. ولم يصدر أي تكذيب، بل ان الرئيس الحريري قال بالحرف: ان لبنان يخضع لضغوط.
2- خطورة ان يستعمل مثقفون عرب، كادوات لتغطية عملية قمع ثقافي فكري، عبر توقيع ما عرف ببيان باريس، والذي اتصلنا بهم جميعاً للحصول على نسخة منه، وردوا بانهم لم يتلقوا نسخاً، وانما اعطوا تواقيعهم بالهاتف.
(كان ادوارد سعيد الوحيد الذي امتلك جرأة اخلاقية وكتب لنا ان متفقين فرانكو فونيين في باريس خدعوه، اذ لم يقرأوا له الفقرة المطالبة بالمنع، وعندما طلب ارسال نسخة قالوا له ان ليس هناك وقت).
3- في النقطة الثالثة، ساركز على تصحيح التشويه المذهل الذي وصف المراجعين بالنيونازيين، والنفيين، واقصى اليمين الخ… لان كل من اطلع على مؤلفاتهم وحواراتهم وعرف البعض منهم يعرف انهم لا ينتمون الى خط سياسي واحد، ومنهم من لا ينتمي الى خطوط سياسية. وما يجمعهم هو الاصرار على حق مراجعة التاريخ وتدقيقه، وحرية البحث العلمي، في كل ما يخص الحرب العالمية الثانية، ومنها قضيتا الهولوكوست، والعلاقة بين الصهيونية والنازية.
من هنا فهم ليسوا “نفيين” لانهم لاينفون وانما يدققون، ونحن مع التدقيق وادانة جميع العنصريات بما فيها النازية والصهيونية وادانة الابتزاز الذي يوظف كله لمصادرة ارضنا وحقوقنا.
اخيراً سئلت عن الرسالة التي وجهها مركز سيمون ويزنت للرابطة لالغاء الندوة وزيارةمتحف الهولوكوست.
فاجبتها بأننا لسنا بحاجة لان نرى متحفاً لحدث مر عليه خمسين عاماً، لاننا نعيش في بلادنا ومنذ خمسين عاماً هولوكوست حيا، ملموسا ومتواصلا على يد العنصرية الصهيونية.
هذا الكلام لم اجد منه شيئا ،لاجد عوضا عنه ان مداخلتي ستتضمن نفيا للهولوكوست وكفى.
لم يقتصر التحوير الذي لحق بأقوالي علي بل تعدى ذلك الى زملائي المشاركين في الندوة حيث عادت مندوبة ثانية لتسألني ما اذا كان بيننا متحدثون من الذين كانوا مشاركين في ندوة بيروت فاجبته بالنفي ، لتعود فتسألني ما اذا كان احدنا نحن مشاركا في ندوة بيروت ،فاكدت لها النفي ، لأقرأ في ها ارتس وعلى لساني ان المشاركين كانوا يخططون للمشاركة في ندوة بيروت .
ماذا نعلق؟
الا يتوقف هذا الغرب عن اعطائنا دروسا في الموضوعية والصدق واحترام الحريات؟