ابعد من الرادار

المسألة الفلسطينية والصهيونية، 18-04-2001

الرسالة بسيطة وواضحة، بقدر ما هي خطيرة ومصيرية:

انتم تعطون الضوء الاخضر.. اقلبوه الى احمر، انتم تؤمنون الغطاء، ارفعوه.

هل يعني ذلك ان الطائرات الاسرائيلية، كانت تغير بحديث الموت والنار على الجاره كي تسمع الكنة؟

هل يعني ان الرادار المقصود هو حزب الله، لا سوريا؟

ان شيمون بيريز ذهب الى تركيا كي يقطع الماء من النبع، فيخنق السهل، وشارون ضرب يد سوريا كي يوقف المدد عن حزب الله؟

الجواب اعقد من هذا التبسيط، وابسط من التعقيدات كلها.

المستهدف هو خط محدد.

خط توجه ضده كل اساليب المنع والخنق، قطع الماء والاوكسجين والحياة، بشتى الوسائل والاشكال الصارخة كصوت القصف الصاروخي، والصامتة كخرس السم في الشرايين.

خط يشكل حزب الله في هذه المرحلة، كما تشكل الانتفاضة الفلسطينية، ابرز تجلياته على ارض المقاومة العسكرية والشعبية المباشرة.

كذلك يشكل الموقف العراقي السياسي، والموقف السوري، خاصة في توجهاته القومية: امنيا وسياسيا، من دعم حزب الله، الى التقارب مع العراق، وفي توجهاته الديبلوماسية، الموقف من العملية التفاوضية، وفي توجهاته المبدئية: التركيز على حقيقة الصهيونية ومساواتها بالعنصرية، موقفين مرفوضين اسرائيليا وامريكيا ولا بد من دكهما وزلزلتهما، بالقول والفعل.

كذلك يتمثل هذا الخط بكل جبهات المقاومة الشعبية على امتداد العالم العربي وخاصة دول المواجهة، من المقاومة الثقافية الى الاقتصادية الى السياسية الى سواها من مواقف التوعية، ومقاومة التطبيع، ومقاومة التمييع والتذويب والاستسلام.

كل هذه التجسيدات، مطلوب ان يدكها قصف ما، ان يكسر ظهرها على غرار »ضهر البيدر«.

ولكن:

الا يقول تعدد مظاهرها، تعدد تجسيداتها، امتداد رقعتها وخطوطها، رسالة ما، مقابل، للرسالة الاسرائيلية الاخيرة؟

واذا ما عنى ذلك افلا تكون النتيجة التلقائية، ان كون تلك الرسالة هي المقابل، هو ما يبرر خطورتها، ويفسر استشراس الخط الاسرائيلي في قمعها وخنقها، او تركيعها. مما يجعل صيانتها، دعمها والحفاظ عليها، واجبا وضرورة يقعان في اساس الصراع، ويحسمان نتيجته. ولا يمكن ان تتأمن تلك الصيانة الا بتكاتف شامل، على امتداد ساحات المقاومة بكل اشكالها، بين جميع القوى الممثلة لها.

ليس عدونا سهلا، وما يشكل عنصرا اساسيا في قوته هو كونه واجهة لجبهة عالمية منظمة، صهيونية في الاساس، ومتصهينة ثانيا، وحليفة ثالثا، لذلك لا يمكن مواجهته الا بجبهة منظمة متعددة الابعاد، لا تفقدها هذه التعددية اولويات النواة والمركز والدوائر المتتالية.

من هنا يفهم التركيز على حزب الله وعمليات تطويقه لبنانيا ـ ولو دون اعلان صريح ـ ومحاولات مد هذا التطويق عربيا، بدءا من العزل السوري.

واذا كان الاعتداد القانوني الدولي، بالنسبة للبنان، هو بقاء الاحتلال في شبعا، فان الرد الاسرائيلي ان مزارع شبعا احتلت عام 1967 ولذلك فهي لا تخضع للقرار 425 وانما للقرار ،242 مما يعني ان استمرار المطالبة بها، يقع ضمن المطالبة بسائر استحقاقات ،242 ويجعل لبنان بالتالي، وبهذه الاستحقاقات ضمن اطاره العربي القومي، مع الجولان والضفة والقطاع، واللاجئين، في حين كان المقصود من الانسحاب، عزل لبنان عن كل هذه القضايا، واخراجه بالتالي من الدائرة، سواء كمقاومة او كورقة، او كمطالب.

لذلك فان الصراع الآن هو استمرار لمعادلة الانعزال او الانخراط القومي، والاستفراد او المواجهة الجماعية.

وبذلك تكون الصواريخ قد توجهت في ضهر البيدر الى اهداف تتجاوز الرادارات، والجنود الشهداء.

اهداف، لدى كل منا رد لحمايتها.

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون