محاولة اخرى لجذب النظر عن الانتفاضة الفلسطينية، بعد المحاولة الاولى عبر العراق؟
أم محاولة لتحجيم حزب الله بعد كسره لقاعدة الهزائم والاحتلالات والجيش الذي لا يقهر؟
أم محاولة لكسر الاجماع اللبناني، من كان منهم صادقا ومن شبه لنا صدقه، الى ان تمر العاصفة؟
وفي هذا السياق الاخير، محاولة لتغليب خيار هونغ كونغ على خيار هانوي، بحسب وليد جنبلاط الذي ندري لماذا حشر لبنان بين هذين البديلين ولا ثالث.
واذ يصبح الطريق الى خيار هونغ كونغ هو برنامج يا ليل يا عين، والشركات التي لا يعرف من مساهميها الا القليل. وآخر من يعرف هو الشريك الصهيوني، فان خط حزب الله – ومن يشبهه – يصبح حاجزا يعرقل المسيرة نحو المصب.
حاجزا لا بد لتدميره من ان يشعر اللبنانيون عمليا بأه يسبب لهم المصائب – لا الانتصارات فقط – وليس افضل لذلك من عدوان جديد يزيد تفاقم الازمة الاقتصادية التي يعاني منها الناس حد الاختناق، ويزلزل الحالة الامنية المهددة بالانفلات.
هل يمضي الامر حد التواطؤ الضمني بين الحالمين بسوق لكل شيء بما فيه الناس والقيم، وبين العدو الاسرائيلي الذي لم يكن حقده ليحتاج هزيمة مذلة، شكلت شعلة امتدت في الاواني المستطرقة حتى الانتفاضة؟
وهل يعطي العراب الاميركي الضوء الاخضر، كما فعل عام 82؟
اسئلة مشروعة ترتبط باسئلة اخرى، اساسية، حول طبيعة الظروف الاقليمية والدولية، وتوافقها مع ضربة عسكرية.
خاصة وان ثمة وسائل اخرى للضغط، هي التي كان كولين باول يفضل استعمالها خلال ازمة الخليج بدلا من الحرب.
وسائل لا يخرج عنها ما صرح به السيد حسن نصرالله قبل اسبوعين من ان الولايات المتحدة تضغط على المجموعة الدولية التي تضغط بدورها على لبنان، اذ تربط المساعدات المالية المقررة له بتحقق الهدوء على الحدود الجنوبية.
هذا التصريح، الذي كان مع عملية الحزب ضد الدورية الاسرائيلية وراء توتر العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء رفيق الحريري.
واذا كان هذا الاخير قد سحب تصريحه الناقد بعد لقائه بمسؤولين من الحزب، فان ردتي فعل لم تتأخرا عن الظهور:
الاولى من جانب المعسكر المعادي لخط النضال القومي والعسكري، والذي عبر عن نفسه في صحيفتي النهار ولوريان لوجور، وعلى لسان وليد جنبلاط.
والثاني على لسان مسؤولي حزب الله حيث رأينا حسين الحاج حسن يعلق على اتهامات تل ابيب بالقول انها ليست جديدة، ويحلل كون الاسرائيليين يعرفون ان الصدمة النفسية التي خلقها الانسحاب هي التي حركت الانتفاضة، ويعرفون ان كيل الاتهامات يحرض الرأي العام المحلي والدولي، ويعطيهم مبررا للضرب حين يقررون.
لكنه لا يرد الا بتهديد مقابل: »انهم يعرفون ما سيجدون« ويذكر بالاسرى الاسرائيليين الذين لا يعتبرهم رهائن بل سجناء، لانهم اسروا فوق ارض لبنانية، وخلال ادائهم لمهام عسكرية.
اذن ثمة توقع للضربة…
ولكن هل سينتصر حلم هونغ كونغ؟ ام حلم هانوي؟
أم ان هناك حلما ثالثا لا يحتاج لاسم اجنبي آسيوي أو اوروبي، حمل يوما اسم جنوب لبنان فقط؟