اعمق ما في العراقة الامريكية، ابعد ما في المدى التراثي الروحي، برفق واجلال يوضع على المنصة، وعليه يقسم الرئيس الجديد يمينه القانونية.
»كتاب.. كتاب أنجيل.. يطلقون عليه اسم انجيل جيمس »ككل نسخ الانجيل المقدس؟«.
لا، لأن له أهمية تاريخية، فهو يعود الى القرن الثامن عشر.
حتى الانجيل، صدر عندنا قبل الفين، واقتنت روما الجديدة نسخته قبل مئتين. فكيف نريد من الامبراطورية الطاغية ان تقرأ الانيوما ايليش، او جلجامش، او الواح سومر واوغاريت؟
كيف لها ان تنظر الى ما ولد قبل ولادتها بخمسة آلاف عام، دون ان تحقد؟
تحقد على نهر، صبغه حقد بربري مشابه بزرقة حبر الكتب، قبل جيمس بالف عام، وعاد العلماء والفنانون والشعراء ليزرعوا ضفتيه من جديد، كما فعل جدودهم الذين بدأ بهم كل شيء.
تحقد على انثى اوغاريتية حملت الاف السنين، بآلاف الالواح الكتب، لتضعها وليدا حاملا وشم أبيه.
على جميلة آتية من معبد بعلبك، الى معبد في مصر، لتشارك زوجا اشراقية التوحيد الاولى، والواح ايمان تسبق القرن الثامن عشر، بعشرات القرون*
على كتابة جربت قبل ورق القرن الثامن عشر، الطوب، والجير، ورق البردى ولفائف الجلد، الحجر والمعادن.. ومناديل النساء..
كالافراد هي الدول، حيث النعمة القوي، يتعامل بعقدة مركبة من نقص واستعلاء مع العريق الذي دار عليه الزمن.
ولكن..
أهي الدول كالافراد ايضا تصيبها الشيخوخة والعجز؟
ربما، ولكن الى بدء جديد..
فمتى يكون بدؤنا الجديد؟
كم شيخوخة اصابتنا؟ وكم ارثا افلت من يدنا، منذ اسطورة التكوين الاولى، الى فلسطين.. فلسطين وانجيلها الذي تحول من انجيل الناصري، الى آنجيل جيمس.
جيمس هذا، الذي لي ان اتخيله بقبعة رعاة البقر، بقلنسوة يهودية، بزي طيار عسكري، فني يمطرنا باليورانيوم المستنفد، مفاوض له ملامح دنيس روس او ابتسامة اولبرايت، او، في احسن الاحوال بزي اولئك الذين جاؤوا في بداية هذا القرن، يبشروننا بيسوخ مسيخ، فطردهم ابي صارخا: يسوع مسيح كان يلعب الكلة مع جدي هنا قبل الفي عام، ويصوم اربعين يوما على زيت فلسطين..
* كل شيء بدأ في سومر.. يقول كرومر.
* الجميلة آتية ترجمة اسم نفرتيتي.