المفوضة الفلسطينية!

المسألة الفلسطينية والصهيونية، 11-01-2001

ترى باسم من تنطق المفوضة العامة الفلسطينية لدى فرنسا، ليلى شهيد؟ وهل تعتبر الديبلوماسية الفهلوية، التي يفترض انها تمثل شعب فلسطين، بقيميه ولاجئيه، وفي مرحلة انتفاضة هي الاشد في تاريخ نضاله، هل تعتبر ان دورها هو طمأنة يهود اسرائيل، ويهود فرنسا العزيزين على قلبها؟

»ليس هناك من يحاول تغيير الطابع اليهودي لدولة اسرائيل«.

قالت ليلى شهيد لصحيفة لوموند الفرنسية.

وكأنها بذلك ترد على يوسي ساريد الذي قال بان حق العودة هو ضوء احمر بالنسبة لاسرائيل لانه يؤدي الى تغيير الطابع اليهودي الصهيوني لدولته، يقوض اسس قيامها، وهو بذلك انتحار، مضيفا »انني لا اعرف بلدا يقبل الانتحار«.

فهل رق قلب السفيرة »اللاجئة« على مخاوف اصدقائها، فاسرعت الى طمأنتهم، حيث اضافت الى قولها السابق:

»لا يمكن ان يطبق حق العودة على جميع اللاجئين.. لكن لا بد من الاعتراف بالمبدأ«.

فمن الذي منحها حق منح حق العودة وحجبه؟

وما الذي يجعل من ليلى شهيد فلسطينية اكثر من لاجىء في عين الحلوة او البقعة؟

اهي الكوتا التي كتب عنها امنون دانكر في افتتاحية معاريف، قائلا بان مجرد القبول حتى بعودة رمزية، كوتا من بضع عشرات آلاف، يشكل معولا خطيرا في جدار الفولاذ المقام في وجه حق العودة، هذا الحق الذي يدمر برأيه اسس دولة اسرائىل.

ساريد ودانكر وسواهما ينطقون باسم ناسهم، يدافعون عن الصهيونية، عن اليهود الذين آمنوا بها وهاجروا وهجرّوا، واحتلوا، ويطمئنون يهود العالم، كما يستفزونهم ويستنفرونهم لحماية »الدولة« التي تمثل في عيونهم جميعا حقا قائما على اساسين: شعب مختار، وارض مختارة موعودة واتحاد اقنومي بين الاثنين.

كما تمثل عقدة مصالح يهودية – غربية استعمارية، عولمية سياسية اقتصادية ثقافية.

فأين ذلك كله في كلام المفوضة العبقري؟

فلا هو كلام قوي في التزامه، بثوابته وحقه، ولا هو كلام ذكي بتوجهه السيكولوجي السياسي، سواء الى الغرب، ام الى العرب، ام الى الفلسطينيين.

فبالنسبة للغرب تدمغ هذه المقولات الادعاءات والحجج الصهيونية كما لا يفعل قول اخر، وتضعف الحجة الفلسطينية، وتقوض الاحترام والتعاطف المتناميين ازاء شعب فلسطين وقضيته، لان ما ينميهما هو الاقناع بالحقوق، والنبات في الدفاع عنها، في حين لا يمثل هذا الكلام للمتلقي الغربي الاتنازلا او نفاقا فاضحا، يقول للمؤيدين للفلسطينيين: »هل ستكون ملكيا اكثر من الملك؟« وللمعادين »اثبتوا فخياركم هو الرابع«.

اما العرب، فتقول لهم السفيرة الفلسطينية: ان لا داعي لان يتعبوا انفسهم كثيرا في تحريك مياههم الراكدة وان المساكين المتحمسين منهم يحرثون في بحر..

واما الفلسطينيون، وهنا الطامة الكبرى.. فهي الطعنة، والاحباط، والتثبيط، وزرع الفرقة..

وربما اعتقدت ليلى شهيد انها الوحيدة بينهم التي تقرأ الفرنسية حتى في اسوأ المعايير، معيار المناورات السياسية التفاوضية، بما فيها المدان منها، ليس هناك من يعلن عن تنازل قبل الوصول اليه، او من يعلن عن شكلانية مطلب وهو بعد يفاوض عليه..

»المفوضة الفلسطينية« لقب السيدة، فمن الذي فوضها حق التنازل عن حقوق ملايين الفلسطينيين، وآلاف الاجيال؟

د.حياة الحويك عطية

إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.

مواضيع مشابهة

تصنيفات

اقتصاد سياسي الربيع العربي السياسة العربية الأوروبية الشرق الأوسط العراق اللوبيهات المسألة الفلسطينية والصهيونية الميادين الهولوكوست ثقافة، فنون، فكر ومجتمع حوار الحضارات رحلات سوريا شؤون دولية شؤون عربية شخصيات صحيفة الخليج صحيفة الدستور صحيفة السبيل صحيفة الشروق صحيفة العرب اليوم في الإرهاب في الإعلام في رحيلهم كتب لبنان ليبيا مصر مطلبيات مقاومة التطبيع ميسلون