اي حجم في مواجهة العولمة؟ لتأمين موقع معقول على خريطة اقتصاد السوق؟ السذج يعتقدون »او يمارسون دون ان يعتقدوا شيئا« ان لا ضرورة للحجم او للموقع، وان الحل هو في الاستلقاء على الظهر والاستسلام، في مجرد الوقوف في طابور المستجيبين لما تطلبه القوى المهيمنة.
الاوروبيون، في كل مكان يحاولون البحث عن شيء آخر، عن تكتلات اقتصادية من شأنها تحقيق وزن ما: تكتلات تعتمد الجيو ـ سياسية، وتعتمد التقاء المصالح، فيما يتخطى احيانا الجغرافيا.
هنا في هامبورغ، المدينة الالمانية الثرية، والتي تحاول ان تصبح قاعدة اقتصادية اساسية في المانيا والشمال الاوروبي، خاصة في مجال الاستثمار الصحفي والاعلامي بشكل عام يتحدث المسؤولون عن حلف مدن، شكلته مدينتهم مع مثيلة لها سويدية، واخرى المانية، مبررين ذلك بالحاجة الى اقامة محور اقتصادي قوي حول بحر الشمال.
أهو محور مواز للآخر الذي يتشكل في الجنوب، اي حول البحر المتوسط؟ والجواب: نعم.
انها اذن الجيو ـ بوليتيكا، مضافة اليها المصالح الاقتصادية التي ترتبط بالمرحلة.
اهو ايضا محور الاغنياء »والمدن الثلاث بالغة الثروة« ومحور شمال غني مقابل جنوب اقل ثراء؟
ـ على الآخرين ان يفهموا ان ثمة تفاوتا في الثروة بيننا وبينهم.. واعتباره امرا واقعا..
هذا ما يجيب به رئيس المجموعة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي، في المدينة. »والذي يرأس ايضا مجموعة استثمارية هامة«.
هذه التكتلات، التي بدأت بالنموذج الكبير، الذي شكلته الوحدة الاوروبية، ولم تتوقف عندها بحيث نرى كل طرف يسعى الى تدعيم نفسه بتكتل او تحالف او تعاون آخر، »كما رأينا فرنسا تتجه نحو اليابان بشكل واضح وقوي، على سبيل المثال« اهي تجاوز للدولة القومية، وفكفكة لها، كما يقول البعض؟ وهل هي ايضا الغاء للخصوصيات ودمجها وتذويبها كما السكر في الماء؟
الجواب المتعمق الواقعي يقول ان لا. والدليل ان التوجه الالماني الاول، كان نحو توحيد المانيا، ومن ثم حصل التحرك باتجاه الآخر.. وان خطاب جاك شيراك وليونيل جوسبان الموجه الى اليابان، كان يركز بشكل اساسي على احترام الخصوصيات القومية والثقافية، وتعزيزها لاقامة تعاون وتفاعل لا يلغي ولا يذوب، بل يضيف.
مسؤول اعلامي كبير قال لي: نحن لا نخشى اوروبا الموحدة، او اية محاور اخرى، لأن الدولة ـ الامة عندنا قد اكتملت وتبلورت ثقافتها وخصوصياتها على جميع الصعد.. وتركني اسأل: ونحن: لا دولة ـ امة، لا تكتلات.. ولا كتل.. بل نقاط صغيرة.. نقف من جسد، موزعة على مائدة الكبار.. بل وكل من يريد ان يلتهم.