غدا عندما يستفيق واحدنا، قد يكون عليه ان يرفع المخدة ليرى ما اذا كانت اسرائيل واليهودية العالمية تحتها.
وعندما نسمع بنبأ زلزال آخر، كذاك الذي ضرب تركيا، علينا ان نبحث عن الاصابع اليهودية التي زعزعت الارض….
وعندما تهدأ اية عاصفة مولولة، علينا، لا ان نهدأ، بل ان نخشى ما تخبئه لنا العوامل التي هدأتها.
اكثر من ثلاثين سنة مرت على القمع الدامي في اندونيسيا (عام 1965) اكثر من عشرين سنة على قمع تيمور…
عقود، من الحكم العسكري السلطوي بكل ما يعنيه ذلك، ولم تتنبه السياسة الدولية، ولا الاعلام العالمي، الى ما يحصل في اندونيسيا..
فجأة ولولت الابواق في كلا المجالين، بان الاقتصاد في خطر، والحريات في خطر، كذلك المفكرون، والمثقفون، والمسيسون، والاثنيات، في بلاد تضم اكثر من ثلاثمئة اثنية.
بل ان المضحك المبكي ان الاعلام الغربي بما فيه اليميني، تذكر فجأة السجناء الشيوعيين لدى جاكرتا.
لم يعرف اي متلق، كيف قفز هذا البلد واحداثه الى صدارة الاحداث الدولية…
كل ما نعرفه ان آلة (الميديا) التي اصبحت تصوغ كل افكار وردات فعل ومواقف الناس في هذا العالم المتحول الى قرية صغيرة، قد نجحت في ان تخلق لدى الجميع صورة الشيطان المطلوب رأسه، ومن ثم في ابعاده، دون ان يبرز انطباع رضى عن خلفه الى ان يحصل التغيير الذي تهتف له نيويورك تايمز في اليوم التالي:« انتهى الامر!!» وتدق الطبول في كل مجال مبشرة بارادة التغيير، بالاحساس المذهل بالمسؤولية، بالتسامح والصدق والشفافية وروح المصالحة… بقرب اصلاح كل شيء: الفساد والاقتصاد، والديمقراطية….
مما قد يكون صحيحا، وقد لا يكون… لكن ما هو منطقي وقطعي، ان التنبؤ به كله منذ اللحظة الاولى، غير منطقي.
وفجأة نكتشف ان الرئىس الجديد، صديق لاسرائىل، زارها عدة مرات، شارك في مركز دراسات بيريز…
وبما ان رضى واشنطن من رضى تل ابيب، فقد باتت الامور كلها على شيء كبير من الوضوح، سيكشفه لنا المستقبل اكثر.
الم يكن للتغيير في موريتانيا ثمرة شبيهة الطعم؟ الم يتبين ان لهدوء العاصفة المجنونة في الجزائر، ثمرة اخرى مماثلة؟
هل علينا نحن الذين احرقنا العمر على مذبح الحلم بالتغيير، ان تخشى من الان فصاعدا كل تغيير؟….ان نقبل ببقاء السيئ خوفا من مجيء الاسوأ.
ان نخشى انحسار اي ظلام، لان الضوء قد يكشف لنا عن مخبوء لا نريده؟
الجواب، كان دائما كامنا في ذلك السبات الثقيل الذي لا يحمل ملمح حياة الا في شخيره… بينما الاخر يحفر دربه على ضوء قنديل او شمعة…
يقول مثل صيني قديم «السياسات لا تحاك ابدا في النهار».