بين ارصدة اللغات، تعتبر اللغة العربية واحدة من اغنى اللغات الحية بالمفردات، ورغم ذلك، فكثيرا ما نجد، امام حالة معينة، اننا نفتقر في تعبيرنا الى دقة المصطلح الذي تتمتع به لغة اجنبية.
البطل بمعناه الوطني الانساني هو في الاجنبية (Heros)، والبطل الرياضي يسمى (Champion)، اما عندنا فكله »بطل«، وكله بطولة، كلمتان نرددهما في اية دورة رياضية عربية، اكثر مما نرددهما في حرب فلسطين، ومعها فروعها اللبنانية السورية المصرية.
واذا كان لنا ان نحمد الله الى اننا انتبهنا الى فعل »فاز« فلم نحل الانتصار محل الفوز.. فاننا لا ننسى بان غلبتنا، سواء اسميناها فوزا ام انتصارا، هي غلبة فريق عربي على فريق عربي اخر، وهذه »بطولة« طالما برعنا في تحقيقها.
سعداء نحن بشبابنا الرياضيين، من اي قطر جاؤوا، على الاقل لانهم يمنحوننا فرصة للفرح الذي افتقدناه، وللحماس الذي ضاع، ليكسو غبار الرتابة وبردها حياتنا، يعوضوننا حالة الخسارة المطلقة التي لا يوازنها ربح، بمعادلة من نوع ما، بين رابح وخاسر.
ولكن.. لنحاول ان نجد تعبيرا آخر غير »البطولة«، كي لا نساوي صلاح الدين بـ »بطل« رفع الاثقال. او سناء محيدلي، بالسباحة الرشيقة التي وصلت اولا. تلك التي سبحت بدمائها، بالتي سبحت في مائها.
أهو قصور في اللغة؟
لا بالطبع، وليس الامر اصعب من توليد »الحاسوب« و »الرائي« مثلا.
أهو توق دفين للتعويض؟
لنواجهه، ونردم فجوته ببطولات حقيقية اخرى فلنستدع ابرهيم اليازجي، من مطلع عصر النهضة، الى مغرب تلتبس في حيرته الالفاظ والمصطلحات.