»منطق اذن« مصطلح ساخر اطلقه مفكر عرفناه خلال مرحلة دراستنا الجامعية، وكان يقصد به ذلك الاسلوب في الحوار، الذي يجعل ما يقوله احد طرفيه، جملة معترضة، تتخلل خطاب الطرف الاخر، الذي يستأنف قائلا: اذن كذا.. كذا.. دون ان يكون لما بعد هذه الـ »اذن« علاقة بما قاله الطرف الاخر، على عكس ما تفترضه البنية اللغوية والمنطقية، من ان ما بعد »اذن« هو استنتاج مبني على ما قبلها، من كلام الطرف الاخر في الحوار.
واذا كانت هذه الاشكالية صورة تراجيكوميدية لازمة الحوار بين طرفين لا يتقنان الاصغاء، ولا يعرفان عملية تبادل المعطيات والتحليلات والحجج وحتى المشاعر، للوصول الى ما فيه قدر اكبر من الحقيقة، فانها قد تكون ايضا – وبدأت الخلفية – صورة لحوار وهمي، لا هدف له، الا فرض وجهة نظر قوي على ضعيف او اقل قوة.
في هذا السياق، تقرأ تصريحات مارتن انديك لصحيفة الحياة، حول خوفه على الامارات العربية المتحدة من ايران، واذن فالحل في تغيير النظام العراقي »لاحتواء ايران«.
واذا كان في ثنايا التصريح اشارة الى انه على النظام البديل، ان يلعب دورا معينا في وجه طهران، لكن ليس لضربها عسكريا – هذه المرة – وانما للضغط عليها اكثر، كي تدخل الحظيرة الامريكية، كليا، بنفطها، وغازها، وموقفها من الحل السلمي، وضمنه حزب الله في لبنان.
فان في ثناياه ايضا
د.حياة الحويك عطية
إعلاميّة، كاتبة، باحثة، وأستاذة، بين الأردن ومختلف الدول العربية وبعض الأوروبية. خبيرة في جيوبوليتيك الإتصال الجماهيري، أستاذة جامعيّة وباحثة.